سعى وزراء خارجية دول عربية تسمّى ب''المعتدلة'' لتحالفها مع الولاياتالمتحدة حيث اجتمعوا في أبوظبي أول أمس الثلاثاء لتوحيد موقفهم من القضية الفلسطينية ومساندة رئيس السلطة ''المنتهية ولايته'' محمود عباس، ومحاولة تطويق حماس وإبعاد تركيا عن القضية، في خطوة اعتبرها مُحَلّلون لفرض الأمر الواقع على حماس وكان وزراء خارجية تسع دول عربية عقدوا اجتماعاً في أبوظبي بمشاركة مصر والسعودية والإمارات والأردن والبحرين واليمن وتونس والمغرب والسلطة الفلسطينية ''المنتهية ولايتها''، وقال وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان إن اللقاء يأتي لتعزيز التضامن العربي، والتأكيد على مبادرة السلام العربية، ودعم السلطة الفلسطينية، وضمان عدم تدخُّل أيّ أطراف غير عربية وغير مرغوب فيها. وأكّد المجتمعون دعمهم للسلطة الفلسطينية ورئيسها المنتهية ولايته محمود عباس، كما أكّدوا دعمهم لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وفي دمشق أجرى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد تناولت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وآخر المستجدات على الساحة العربية، وجرى أثناء اللقاء التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وإقامة حكومة وحدة وطنية تحقق أهداف الشعب الفلسطيني. وفي الرياض بحث الرئيس التركي عبد الله غول مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز تطورات الأوضاع في غزة في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار والسبل الكفيلة بتثبيته، ودافع الرئيس التركي عن سياسة بلاده المؤيّدة لإشراك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العملية السياسية والمفاوضات الجارية بخصوص القضية الفلسطينية، وكان غول قد استبق الزيارة بالإعلان عن رفض بلاده سياسة المحاور في المنطقة، ودعَا إيران إلى الابتعاد عن هذه السياسة وعدم التدخل سلباً في القضية الفلسطينية،بدوره، أجرى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني محادثات في لندن مع نظيره البريطاني غوردن براون تناولت الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط وتطرقت إلى سبل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعملية إعادة إعمار القطاع بعد الحرب الصهيونية الأخيرة. أما في باريس فيتوقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء جولة تشمل عدداً من الدول الأوروبية، تهدف إلى التأكيد على ضرورة إعادة المفاوضات على أسس سليمة وواضحة، خاصة وقف الاستيطان، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. ويرى محلّلون أنّ الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة تسعَى لتطويق حماس وإبعاد أية أيادي تساعدها من الخارج كتركيا أو حتّى سوريا المحسوبة على المعارضين، حتّى تضطر حماس في النهاية للموافقة على استمرار عباس ''المنتهية ولايته'' كرئيس للسلطة الفلسطينية رغم أنه بحسب الدستور الفلسطيني قد انتهت ولايته منذ التاسع من جانفي الماضي من جهة أخرى ذكَرت مصادر صهيونية أنَّ مصر حذَّرت وفد حركة حماس الّذي يُجْرِي محادثات في القاهرة حول التهدئة من قيام جيش الاحتلال بشنّ عدوانٍ ثانٍ على قطاع غزة إذا لم يتم التوصُّل لاتفاق حول وقف إطلاق النار، ونقل موقع ''سما'' الفلسطيني عن القناة التلفزيونية الصهيونية العاشرة ''إن مصر أمْهَلت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالردّ على وقف إطلاق النار حتى يوم غدٍ الجمعة''، وقالت المصادر ''إنّ مصر أبلغت الحركة في رسالة مَفادها أنه لا يمكن لحماس الاستمرار في روتين الردود علي وقف النار الذي في نهاية الأمر سيؤدي إلي قيام إسرائيل بعملية واسعة النطاق في قطاع غزة''.