أقدم أمس عدد من نشطاء التنظيم، الذي يطلق على نفسه اسم ''الحركة من أجل استقلال القبائل''(الماك)، على محاولة حرق صور لرئيس الجمهورية بمدينة تيزي وزو، في عمل استفزازي، جاء بعد أن فشلت ''الماك'' في تجنيد المواطنين للمشاركة في مسيرة حاولت تنظيمها، بمناسبة الذكرى ال29 للربيع البربري. وشاءت الصدفة أن تستعصي صور الرئيس على الحرق، لكونها مصنوعة من مواد مقاومة للاحتراق. مما جعل الأشخاص الذين أقدموا على هذا العمل محل سخرية وتندر في الشارع المحلي، الذي لم يتفاعل مع النداء الذي وجهه تنظيم فرحات مهني، المقيم بفرنسا حيث ترعاه جهات أوروبية ومغاربية، من أجل تنظيم المسيرة، مما دفع أتباعه إلى الاستعانة بعدد من الطلبة الجامعيين. وقد حاول المنظمون بدء المسيرة في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس، وهذا ما حال دونه العدد المتواضع من المشاركين، مما اضطر ''الماك'' إلى الانتظار إلى غاية الحادية عشرة، وهو موعد انطلاق مسيرة طلبة جامعة مولود معمري التي ضمت بضعة آلاف من المشاركين، وانضم إليهم نشطاء ''الماك'' الذين ''قرصنوا'' التظاهرة واحتكروا توجيهها، هاتفين بشعاراتهم الانفصالية التقليدية، ومضمنين إياها لافتات رفعت خلال المناسبة. وهي الشعارات التي لم يتقبلها المواطنون بتيزي وزو، حيث كان ''الانفصاليون'' يقابلون بالسب والشتم في كل شارع يمرون به، ويعنفهم المارة بسبب ما يقولون إنه محاولة من أتباع مهني لتنصيب أنفسهم أوصياء على المنطقة، ومتحدثين باسمها. وكاد الأمر يتطور إلى مواجهات بين ''الماك'' والمواطنين، الذين لم يتعودوا على رفع شعارات عنصرية وانفصالية في هذه الذكرى، حيث كانت في السابق ترفع شعارات تنادي بالأمازيغية لغة رسمية، ومطالب أخرى ترفع في سائر مناطق الوطن، على غرار حرية التعبير وإرساء الديمقراطية. كما حذّر المواطنون المتظاهرون من أي جنوح نحو العنف، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة. وقال آكلي 46 سنة ''بركات سنوات وهم يتاجرون بهموم الناس، حتى جعلوا المنطقة خرابا، في وقت أصبحت دواوير في مناطق أخرى أحسن منا حالا''. وعقب علي 22 سنة مؤمنا على كلامه ''هؤلاء المتعصبون سبب كل المشاكل، نريد أن يتركونا وحالنا، فلدينا ما يكفي من المشاكل''. تجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من افتقاد المنظمين لترخيص من السلطات، فإن مصالح الأمن تعاملت مع المسيرة بمرونة كبيرة، وسعت لمنع وقوع احتكاكات بين أتباع فرحات مهني والمواطنين. وما زاد من ارتفاع درجة الاحتقان في الشارع المحلي هو عرقلة المسيرة لحركة سير الأفراد والمركبات، وانفضت التظاهرة بعد في حدود منتصف النهار، عند وصولها إلى ساحة النافورة بعد توقفها الاضطراري مرات عدة بسبب الاحتكاك مع المواطنين الغاضبين. ومعروف أن ''الماك'' قد فشلت العام الماضي في تنظيم نشاط مماثل بذات المناسبة، بعدما لم يتعد عدد الأشخاص الذين شاركوا في المسيرة التي نظمتها يومها المائة مشارك. من جهة ثانية مرت الذكرى ال 29 للربيع البربري، في أجواء لم تعهدها المدينة في الأعوام الفارطة، إذ غاب الإضراب الشامل الذي كانت تشهده تيزي وزو في ال 20 أفريل من كل عام، إذ أبقت المحلات التجارية أبوابها مفتوحة، واستمرت مختلف المؤسسات في تقديم خدماتها للمواطنين، حيث غابت مظاهر الذكرى عن تيزي وزو هذا العام لاسيما بعد امتناع حزبي الأفافاس والأرسيدي عن تنظيم أية تظاهرات بهذه المناسبة. عبد الله.بن بسبب أزمته الاقتصادية الخانقة المغرب يستجدي مجددا الجزائر لفتح حدودها البرية جدّد المغرب مطلبه بفتح الحدود مع الجزائر، على لسان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي من طرابلس، وصرح رئيس الدبلوماسية المغربية بأن المغرب يأمل في تطبيع علاقته مع الجزائر ''في أقرب الآجال'' مع فتح الحدود المغلقة منذ 1994. وجاءت تصريحات الفاسي التي عبر عنها في كثير من المناسبات، على هامش القمة المغاربية التي جرت وقائعها في طرابلس أمس الأول، وأرسل الفاسي عبارات الغزل للجزائر بمحاولته عدم إقحامها، كما اعتادت المغرب على ذلك في صراعها مع جبهة البوليساريو. وقال الفاسي إن القضية يجب أن تحل على مستوى منظمة الأممالمتحدة بالرغم من أن المغرب لم يتوان في كثير من المرات اتهام الجزائر بالتدخل في الصراع الصحراوي، وهي التي أكدت حياده في القضية من منطلق أنها قضية تتعلق بحق الشعوب في تقرير مصيرهم والشعب الصحراوي له الحق في ذلك. وأطلق الفاسي تصريحاته التي قال عنها بعض المحللين إنها زادت من حدتها في الفترة الأخيرة بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي يعيشه المغرب، بعد أن جفت منابع تهريب البنزين والمخدرات. وكان الرئيس بوتفليقة قد أكد في خطابه، بقصر الأمم بنادي الصنوبر بعد تأديته اليمين الدستورية، تمسك الدولة الجزائرية بموقفها إزاء القضية الصحراوية، كما وضعها في نفس الكفة مع القضية الفلسطينية، واضعا بهذا المحتل الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في نفس مستوى المحتل المغربي للصحراء الغربية. وهنا يحمل خطاب الرئيس معانيَ كبيرة، حيث يؤكدا من خلاله للقصر الملكي أن الجزائر ستمضي قدما في مساندة الشعب الصحراوي والعمل في صفه إلى غاية تمكينه من استقلاله التام والشامل واسترجاعه لأراضيه المحتلة منذ سنة 1975 من طرف المغرب. كما عاد من خلال كلمته هذه للتأكيد على أن الجزائر لا تنوي انتهاج أي نوع من أنواع الانفتاح على الرباط، سواء من خلال فتح الحدود بين البلدين ولا انتزاع موافقتها لمشروع الحكم الذاتي الذي تروج له المغرب منذ فترة عبر عواصم العالم، ما دامت متمسكة بفكرة ''الصحراء المغربية''. رتيبة /ب