أقرّت الدول المشاركة في مؤتمر ''دربان 2'' لمكافحة العنصرية المنعقد حاليًا في مدينة جنيف السويسرية البيان الختامي بصيغة توافقية تدعو إلى التسامح، وتتجاهل الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، فيما تطرّقت إلى المحرقة النازية بحق اليهود. وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إن جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة قبلت البيان دون اعتراض فيما عدَا تسع دول قاطعت المؤتمر بينها ألمانيا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وتشمل الوثيقة الّتي تضم 143 بندًا بينها الافتتاحي الّذي أكد على تبني الإعلان الأصلي من مؤتمر دربان الذي عقد في جنوب إفريقيا في عام 2001 على دعوات لمكافحة أشكال مختلفة من العنصرية والتمييز والتعصب. وكان بيان عام 2001 قد أدان بشكل صريح الاعتداءات الصهيونية في الأراضي المحتلة واصفًا إياها بأنها ممارسات دولة عنصرية. لكن البيان الجديد يتضمّن ذكر إرث العبودية وتأثير الفقر ومحرقة اليهود (الهولوكوست) وموضوعات أخرى باعتبارها دعوات للدول لاستخدام آليات لمتابعة تقدمها في مكافحة العنصرية. ولم يتطرّق البيان إلى الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، بينما ألقَى الضوء على العنصرية ضدّ طائفة الروما الغجرية في أوروبا والتعصب ضدّ المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). وبدلاً عن ذلك يشجّب البيان الارتفاع العالي لظاهرة العنصرية والتّعصب ومنها ''معاداة'' الإسلام والعرب وليس ازدراء كما طالب المندوبون العرب، ويؤكّد الحاجة للتصدي لهذه الظواهر بحزم بما في ذلك في المناطق الخاضعة للاحتلال الأجنبي. وشجّب البيان ارتفاع عدد حوادث التعصب والعنف العنصري أو الديني في العالم بما في ذلك معاداة الإسلام ومعاداة السامية ومعاداة العرب. وجاء تبنّي البيان الختامي بعد ساعات من عودة وفود الدول الأوروبية الّتي انسحبت من جلسة الافتتاح احتجاجاً على خطاب الرئيس الإيراني إلى أعمال المؤتمر، وبرّرت هذه الوفود عودتها بعدم ترك المؤتمر بين أيدي المتطرفين، على حد قولها. ورغم ذلك فإنه منذ يوم الجمعة الماضي عندما تمّ الاتفاق على النص انسحبت ألمانيا والولايات المتحدة وبلدان أخرى من المؤتمر مطلع الأسبوع الجاري، معلّلة ذلك بعدة أسباب مختلفة، منها مخاوف من كون اللغة المستخدمة في المؤتمر ستكون مفرطة في انتقاد الكيان الصهيوني.