رئيس بلدية خنشلة مطلوب منه أن يصدر قرارا بتحويل اسم سوق السوافة هناك إلى سوق الدلاعة! هذا أقل ما يمكن أن يفعله مير منتخب كأغلب أميار البلاد على طريقة قبائل البربر والعرب! وهذا بعد أن تحول السوق إلى نار ورماد وتطاير البصاق واحمرت الأنوف وسلّت الخناجير والسكاكين والسيوف ودخل ياجوج وماجوح في حرب ضروس بسبب دهس دلاعة في السوق بواسطة سيارة! في الأمثال العربية يقال عن موقف كهذا رب عذر أقبح من ذنب· فلو كان ”الميت” دجاجة مثلا وليس دلاعة لجاز لنا الجزم بأن صاحبها الذي أشعل نار الحرب بسببها قد صدق ولم يفسق! ولجاز التأكيد بأن كل باحث عن سيناريو لسكاتش فكاهي وميكي في نفس الوقت قد وجد غايته! وعندما تصبح دلاعة واحدة قضية تتحرك من أجلها الشرطة والبلدية والولاية تجند المئات من الغاضبين كعنوان كبير لتعظيم الصغائر وتتفيه الكبائر على رأي المتنبي فإن ذلك يعكس عقلية رائجة داخل المجتمع الجزائري برمته من شيم الجاهلية! فقبل أيام على وقوع حادثة الدلاعة على وزن حادثة المروحة التي اتخذتها فرنسا ذريعة لاحتلال البلاد هاج قوم على راقصة (شطاحة) تكون قد حصلت على مسكن، ولم يثوروا على من قسموا الولاية من تحت ومن فوق فيما بينهم! وفي نفس الوقت تزامنت مع دعوات سياسية لمحاسبة تواتي مالك حزب الجبهة الوطنية بعد تلقيهم معلومات مفادها أنه يخزن ما مقداره 20 مليار سنتيم في البنوك السويسرية، وهو نفس المبلغ الذي قدم لتقييم الفيلا التي حصلت عليها مالكة حزب العمال مؤخرا بالدينار الرمزي عرفانا لخدماتها! وأقول من شيم الجاهلية لأن حرب داحس والغبراء وكذلك حرب البسوس اللتين دامتا نحو 40 سنة قامتا بسبب ناقة وفرس قتل في إحداها مفخرة الشعر الجاهلي عنترة بن شداد! ومن شيم الجاهلية الجديدة بعد أن أدخل مغامرون ومقامرون البلاد قبل 20 عاما في مغامرة من أجل فار وبقة كلفت 200 ألف قتيل وآلاف المعطوبين والثكالى والأرامل وخسائر مباشر ب20 مليار دولار على الأقل أحرقوا معها الدار والشقة! إلى حين تصل الجثة أي حبة الدلاعة!