وضع حجر أساسها ودشنها الرئيس، وزارها غلام الله سبع مرات حرص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة شخصيا على مشروع زاوية سيدي الجودي بمدينة حمام فرفور بسطيف، وعيا منه بأنها ستتحول في فترة وجيزة الى منارة إسلامية لامعة يقصدها علماء الأمة ويتخرج منها العشرات من الطلبة كل موسم، وهو ما كان بعد 10 سنوات على أنجازها· وتعتبر زاوية سيدي الجودي مركز إشعاع فكري وحضاري، خاصة أنها الزاوية الوحيدة بالمنطقة، يتوافد عليها السياح من مختلف أنحاء الوطن، تتميز المنطقة المعروفة بطابعها المحافظ وكذلك الاهتمام الكبير لسكان المنطقة بالقرآن الكريم وحرصهم على تعلمه· وتساهم هذه الزاوية في تنشئة الأجيال تنشئة صالحة تعود إلى أصول ديننا الحنيف· انطلقت الأشغال بهذه الزاوية بداية سنة 2001 وانتهت في سنة .2007 وتقدر ساحة الأرضية بها ب1050 م,2 أما المساحة المبنية فتقدر ب500 م,2 وقدرة استيعاب الزاوية 200 طالب· وقد حظيت الزاوية بالعديد من الزيارات من طرف مسؤولين سامين في الدولة كالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قام بوضع حجر الأساس بها في سنة 2004 ثم عاد مرة أخرى لتدشينها في سنة ,2007 ووزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله الذي زارها أكثر من7 مرات· يحمل هذا القطب العلمي اسم الولي الصالح ”سيدي الجودي” الذي سميت كذلك تيمنا وتبركا به، وهو شيخ ورع زاهد وتقي، تقول عنه الروايات إنه وصل إلى منطقة حمام فرفور في أواخر القرن العاشر هجري الموافق للقرن السادس عشر ميلادي، قادما إليها من المغرب وقيل من الساقية الحمراء· كرّس حياته خدمة للدين والتربية والعلم وإصلاح ذات البين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظل مسخرا حياته في خدمة الدين إلى أن تغمده الله برحمته الواسعة ودفن بمقبرة الفرفور التي تحمل اسمه، وقد تم كذلك تسمية المسجد والحمام الطبيعي الموجودين هناك باسمه أيضا، والمتجول داخل هذه المنارة العلمية يندهش لتلك النقوش الموجودة والطريقة التي بنيت بها، فالزاوية بهندستها المغربية الأصيلة توحي وكأنها مغربية منقوشة بطريقة عصرية، وتم المزج بين النقش المغربي والنقش الأندلسي، حيث تفنن النقّاش في رسم أبهى وأجمل النقوش على الجدران باللون الأصفر والأخضر، وعادوا بنا إلى العصر الأندلسي والذي تميز بنقوشه المميزة والتي بقيت إلى الآن· فشكل الزاوية فيه مزج بين المغربي والحضارة الأندلسية، حيث تأثروا بالحضارة الأندلسية وقام المغاربة الذين سافروا إلى الأندلس بنقل تلك النقوش إلينا· وقد اختيرت هذه النقوش التي تحمل آيات قرآنية بهندسة مغربية ممزوجة بالأندلسي لأنها من ثقافتنا وأصالتنا وذلك حفاظا عليها وحفظها من الزوال· الحديث عن أقسام الزاوية فإن معظمها مخصص لتلقين العلوم الشرعية من فقه وأصول الفقه ومصطلح الحديث واللغة العربية والتاريخ الإسلامي والسيرة النبوية، و3 أقسام مخصصة للقرآن الكريم· وهي مؤطرة بأساتذة أكفاء في القرآن الكريم وفي مختلف العلوم الدينية· ويجري حاليا التفكير في إضافة علوم أخرى لتدريسها حسب ما صرح به مسؤول الزاوية ل”البلاد” على غرار الرياضيات والإعلام الآلي· فالزاوية لا تقتصر فقط على الاهتمام بالعلوم الدينية بل تسعى إلى الإلمام بمختلف العلوم وتدريسها للطلبة لتكوين جيل متمسك بدينه منفتح على العلوم الأخرى· ويتم تدريس القرآن الكريم على الطريقة التقليدية· وتعمل الزاوية على جذب الفئات الشابة التي تتراوح سنها بين 13 و26 سنة والتي لم تنجح في مواصلة الدراسة، ومدة الدراسة بالزاوية غير محددة، لكن يأمل القائمون على الزاوية في أن يتم ختم الطلبة للقرآن في مدة سنتين، وأن يلموا بمختلف الضروريات من مختلف العلوم· اليوم ومع شهر التوبة والغفران زادت النفحات الإيمانية بالزاوية التي لم يقتصر نشاطها على التعليم بل ساهمت في عمليات خيرية وتنشيط موائد جماعية·