اتهم الرئيس الأمريكي الأسبق ”جيمى كارتر” حكومات إسرائيل المتعاقبة بالإخلال باتفاقية ”كامب ديفيد” التي وقعتها مع مصر عام 1979 بسبب إهمالها للقضية الفلسطينية، ومواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة· وعقب كارتر في حوار مطول مع صحيفة ”هآرتس” الإسرائيلية على عملية إنزال العلم الإسرائيلي من على مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، قائلا ”لقد شهدت بعيني إنزال العلم وحينها شعرت أن السبب الرئيسي لهذا الفعل هو إحساس المصريين بأن حكومات تل أبيب خدعتهم منذ أن وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات على اتفاقيات كامب ديفيد، وتركوا مصر لوحدها مع سلام منفرد مع إسرائيل”· وفيما بدا خطوة على طريق تعديل اتفاق السلام المصري الإسرائيلي الذي وقع نهاية سبعينات القرن الماضي، قال مصدر أمني مصري رفيع إن القاهرة وتل أبيب اتفقتا، مبدئيا، على زيادة عدد القوات المصرية في منطقة سيناء· وهو ما أكدته تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي قال إن بلاده ستوافق على نشر آلاف الجنود المصريين في سيناء لتعزيز الإجراءات الأمنية، وستسمح بإرسال طائرات هليكوبتر وعربات مصفحة، لكنها لن توافق على إرسال دبابات أخرى· وعقد نائب رئيس الوزراء المصري علي السلمي اجتماعا بحضور ممثل عن المجلس العسكري الحاكم، مع عدد من رؤساء الأحزاب والقوى السياسية، وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن التوجه العام كان مع ضرورة تعديل اتفاقية السلام ورفع عدد الجنود المصريين بسيناء، مشيرة إلى تفهم ممثل المجلس الأعلى للأمر· ورفض مصدر رفيع بمجلس الوزراء المصري التعليق على الأنباء، قائلا إن ”الصورة لم تضح بشكل كامل بعد”· وفي غضون ذلك، احتشد آلاف المصريين، أمام مقر السفارة الإسرائيلية بالجيزة، مطالبين بطرد السفير وإغلاق السفارة، رافضين اعتداءات الجنود الإسرائيليين التي أدت إلى مقتل جنود مصريين· وقتل ثمانية إسرائيليين الأسبوع الماضي قرب مدينة إيلات على أيدي نشطاء قالت إسرائيل إنهم تسللوا من قطاع غزة عن طريق سيناء، مما أثار المخاوف الإسرائيلية من أن القاهرة بدأت تفقد سيطرتها على سيناء منذ الإطاحة بالرئيس السابق، حسني مبارك، في 11 فيفري الماضي· وقالت مصر إن خمسة من جنودها قتلوا في تبادل إطلاق النار، مما أدى لنشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين· ولا تسمح معاهدة السلام الموقعة بين الدولتين عام 1979 سوى بوجود محدود لقوات حرس الحدود المصرية المزودة بأسلحة خفيفة في سيناء، كما تقيد أيضا انتشار قوات إسرائيل على جانبها من الحدود·