خلف صبيحة أمس اصطدام حافلة لنقل المسافرين بالمدرسة الابتدائية بن حمزة صالح وسط مدينة عنابة، إصابة 36 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم ثلاث حالات في وضع حرج وتسجيل عشرات الإغماءات والصدمات النفسية في أوساط الركاب والتلاميذ، في ثالث كارثة يشهدها القطاع التربوي بالولاية في خمسة أشهر فقط. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن سبب الحادث المروري الذي وقع في حدود الثامنة صباحا يعود الى فقدان سائق حافلة ''سوناكوم'' تضمن النقل الحضري على خط حي وادي القبة ومحطة سويداني بوجمعة في قلب المدينة، السيطرة على المركبة بعد تعطل نظام الفرملة فانحدرت بسرعة جنونية واصطدمت بالسور الخارجي للمدرسة الابتدائية الذي لم يقو على توقيفها فاخترقته وارتطمت بجدار قسم يضم ثلاثين تلميذا في الصف الثاني ابتدائي، متسببة في إحداث حالة من الرعب والهلع في أوساط الركاب والمتمدرسين، زادتها صرخات التلاميذ هولا وفزعا. وقد هرعت فرق الحماية المدنية إلى مكان الحادث لتقديم الإسعافات الأولية لعشرات الجرحى الذين حولوا مباشرة إلى مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد الذي يبعد بأمتار قليلة فقط عن محيط المدرسة. وطبقا لمتحدث من هيئة الحماية، فإن المدرسة تجنبت كارثة كبرى كانت وشيكة لولا تعزيز السور الخارجي وجدار الأقسام بالخرسانة المسلحة، على خلفية تعرض هذه المؤسسسة التربوية المدرجة في خانة البنايات الهشة لما يربو عن 12 حادث سير مماثل. وأبلغ مصدر طبي ''البلاد'' أن حصيلة الجرحى وصلت إلى37 شخصا تعددت إصاباتهم بين الجروح، الكسور والرضوض بأنحاء مختلفة من أجسامهم وقد غادر معظمهم المستشفى. في حين لا يزال ثلاثة جرحى من بينهم سائق الحافلة في حالة صحية حرجة أحيلوا فورا على مصلحة العناية الطبية المركزية. في حين يعكف فريق من الأطباء النفسانيين على متابعة الوضع الصحي لعشرات التلاميذ الذين أصيبوا بصدمات نفسية حادة نتيجة هذا الحادث في وقت نفت فيه إدارة المدرسة سقوط جرحى في صفوف المتمدرسين. وقد تنقل أمس والي عنابة ومدير التربية رفقة وفد من المسؤولين التربويين والأمنيين إلى مكان الحادث وأمر بتكثيف العناية النفسية بالتلاميذ وموافاته بتقرير مفصل حول وضعية بنايات المدرسة المرشحة للغلق النهائي، وزار الوفد بعدها الجرحى الراقدين في المستشفى.