عالج مجلس قضاء العاصمة، نهاية الأسبوع، قضية قتل مروعة راح ضحيتها الزوجة وانتحر بعدها الزوج· وقد جرت هذه الوقائع المؤلمة منذ أشهر، حيث كانت ليلة ظلماء مشؤومة عندما دخل المدعو ”ن·م” إلى بيته غاضبا بسبب شكوك باتت تراوده بخصوص خيانة زوجته له ”ب·فتيحة” التي تربطه بها عشرة طويلة· وقد خلد إلى النوم بعدها دون أن يتحدث معها، لكن المسكينة لم تكن تعلم ما ينتظرها على يديه من غدر وظنت أن غيرته المرضية التي اعتادتها منه هي السبب وستتحسن حالته في الغد لكن زوجها لم يغمض له جفن في تلك الليلة· وفي الصباح الباكر نهضت من فراشها لتصلي صلاة الفجر فوجدت زوجها يقظا فسألته عن السبب لأنه متعود على النوم إلى ساعة متقدمة من الصباح، لكنها تفاجأت به يصرخ في وجهها دون سبب ثم نشبت بينهما مناوشات كلامية ووصل صراخهما إلى مسامع الأطفال الذين لم يستطيعوا النوم بعد ذلك· فقد الزوج الثائر أعصابه فانهال عليها ضربا مبرحا ولم يشف ذلك غليله فتناول حزام لباس النوم الذي كانت ترتديه وخنقه به حتى لفظت أنفاسها ورأى الدماء تخرج من فمها· وفي هذه الأثناء نهض أكبر الأبناء من سريره وقصد غرفة والديه ليتقصى ما يحدث فشاهد والدته ملقاة على سرير النوم جثة هامدة والدماء تسيل من فمها فأصيب بالفزع وبدأ يصرخ ”واعلاش ضيعتنا يا بابا”· في هذه الأثناء كان الأب القاتل في حالة هستيرية فبدأ ينظر إلى جثة زوجته تارة وينظر إلى ابنه المنهار تارة أخرى، وكأنه لا يصدق ما أقدم على فعله، ثم انهار هو الآخر واسترسل في البكاء والنحيب ثم راح يشد جثة قتيلته ويهزها بشدة طمعا منه في أن تعود إلى الحياة، ولم يجد الزوج من طريقة للانتقام من نفسه سوى الالتحاق بزوجته· وفي لحظة جنونية قصد الزوج الحمام أخذ قارورة روح الملح فتناولها لينهي حياته ويرتاح· ولم تكن إلا لحظات حتى رأى الابن والده يتقيأ دما فتماسك وركض إلى الطابق السفلي حيث يسكن عمه ليستغيث به· سارع أفراد العائلة عند تلقيهم الخبر إلى نقل الاثنين إلى المستشفى على جناح السرعة لكن خالتي فتيحة كانت قد توفيت بينما كان زوجها أو قاتلها يصارع الموت· وقد وصل إلى المستشفى في حالة خطيرة جدا حيث كانت أحشاؤه قد تآكلت كلية بفعل مادة ”الأسيد”، لكنه ورغم حالته تلك ما إن فتح عينيه سأل عن زوجته قائلا ”را لمرا سلكت”، وقد أشفق على حاله الأطباء فأخفوا عنه خبر وفاتها مؤكدين أنها تجاوزت مرحلة الخطر، ثم تقدم منه بعض محققي الشرطة لمعرفة ما حدث تلك الليلة المشؤومة، فأخبرهم أن الشك أعمى بصيرته· وفي لحظة شيطانية تصور فيها أن زوجته تخونه مع رجل آخر فقام بخنقها حتى الموت من شدة غضبه لكنه ندم بعد أن رآها جثة هامدة، ومن شدة ندمه شرب قارورة روح الملح ليقتل نفسه، وهي بضع ساعات حتى لفظ الزوج هو الآخر أنفاسه الأخيرة، في قضية الحال العدالة لم تقتص من القاتل لأنه عاقب نفسه بنفسه وصنع لنفسه مصير ضحيته لذلك فالتحقيق في القضية توقف بعد أن اعترف المتهم بالوقائع كاملة في لحظاته الأخيرة