تقوم الإذاعة الوطنية، في الرابع مارس المقبل، بتكريم الفنانة سلوى بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في حفل يقام بالنادي الثقافي عيسى مسعودي، وذلك عرفانا وتقديرا لها لإنجازاتها الكبيرة والأغاني التي يحفظها الكبير والصغير، وحملت على عاتقها مسؤولية التعريف بالأغنية الجزائرية في المشرق والمغرب وحتى في ديار الغربة. السيدة سلوى، أو نميتي فطومة، من مواليد سنة 1935 بمدينة الورود البليدة، ترعرعت موهبتها الفنية من خلال الحصص الصبيانية بإذاعة الجزائر، إلى أن اشتركت مع الراحل محي الدين بشطارزي في المسرح الإذاعي في سنة 1959 طارت سلوى إلى العاصمة الفرنسية باريس، لتلتقي بالسيد الحاج عمر وهو فنان كبير مقيم في ديار الغربة (توفي سنة 1982) الذي قدمها بدوره الى أخيه الفنان الكبير عمراوي ميسوم الذي اقترح عليها الغناء. وبالفعل دخلت سلوى التجربة بكل ثقلها فأعادت أداء بعض أغاني المطربة ليلى الجزائرية، منها أغنية يا حليوة، بان الفجر وغنى الليل ويا بنت بلادي. في سنة 1960 أدت سلوى رائعة لالا أمينة التي سجلت أكبر المبيعات في فرنسا سواء من الجمهور الجزائري أو المغربي، وهذا النجاح منقطع النظير كانت قد تنبأت به الراحلة حميدة أخت السيدة سلوى التي شجعتها على أداء هذه الأغنية. وبالفعل زاحمت هذه الأغنية في مبيعاتها أغنية الفنان أونريكو ماسياس (غادرت بلادي). وواصلت الفنانة سلوى مشوارها بخطى ثابتة فنتج عنه أداؤها لأغنية يا أولاد الحومة. دخلت السيدة سلوى الجزائر غداة الاستقلال وأحيت العديد من الحفلات. في سنة 1963 رحلت سلوى الى المشرق (مصر، سوريا، لبنان، العراق) ومكثت هناك حوالي سنتين لتعيش مع الوسط الفني وتتعرف على أكبر الموسيقيين، بعدها كانت الوجهة إلى المغرب وتعاملت فيه مع كبار الملحنين منهم عبد السلام عامر وإبراهيم العلمي. بعدما ضمنت السيدة سلوى مكانتها في الساحة، التفتت بعدها إلى النوع الحوزي، خاصة بعد وفاة الراحلة فضيلة الدزيرية. وفي هذه الأثناء نصحها الفنان مصطفى كشكول بمقابلة عبد الكريم دالي (كان جارها) والذي تكفل بتعليمها أصول الحوزي، وهكذا تمكنت سلوى من تسجيل الحوازة والأندلسي. مرحلة أخرى دخلتها السيدة سلوى في مشوارها الفني، حين تعاملت مع الراحل معطي بشير وأدت له بعض الطقطوقات منها أنا غزالي وغيرها، والتي أعاد بعض الفنانين مؤخرا أداءها، إضافة الى نجاحها على مستوى الأغنية، سواء في الجزائر أو في فرنسا• علما أنها تحصلت في باريس على جائزة القرص الذهبي بعدما تجاوزت مبيعاتها في بداية الستينيات مائة ألف أسطوانة عن أغنية كيف رايي هملني