أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الجزائري لخضر بومدين، المعتقل السابق في سجن غوانتانامو، والذي برأه القضاء الأمريكي، وصل الجمعة إلى فرنسا التي سيستقر فيها. وقال المتحدث باسم الوزارة اريك شوفالييه ''لخضر بومدين وصل اليوم إلى فرنسا آتيا من مركز غوانتانامو للاعتقال''، ولم يحدد مكان هبوط الطائرة. وأضاف المتحدث ''بعدما استعاد حريته، نأمل في أن يتمكن لخضر بومدين من استعادة حياته الطبيعية وقد قررت الحكومة أن تأخذ على عاتقها مهمة معالجته الطبية إذا ما استدعت حالته الصحية ذلك''. وقال محاميه الأمريكي روبرت كيرش إن لخضر بومدين الذي سافر على متن طائرة عسكرية أمريكية، سينقل إلى مستشفى بضعة أيام لإجراء فحوص طبية ثم ينتقل إلى شقة وضعتها تحت تصرفه الحكومة الفرنسية ليتأقلم مع الحياة الطبيعية. وذكر مصدر قريب من الملف أن المعتقل السابق سيستلم في فرنسا تأشيرة محدودة، ما يعني أنه لا يستطيع التنقل بحرية في فضاء شنغن وستوفر له الحكومة الفرنسية الوسائل التي تمكنه من الاندماج في المجتمع والتأهيل والمساعدة في البحث عن عمل. وذكرت مصادر متطابقة أن بومدين سيلتقي في فرنسا زوجته وابنتيه اللواتي وصلن من الجزائروفرنسا هي أول بلد في الاتحاد الأوروبي يستقبل معتقلا أفرج عنه في غوانتانامو، وهو ليس مقيما ولا مواطنا فرنسيا. وقد أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الثالث من أفريل أن فرنسا توافق على استقبال سجين سابق في غوانتانامو. وأوضحت الخارجية الفرنسية أن هذا السجين هو لخضر بومدين وكان بومدين معتقلا في غوانتانامو منذ أكثر من سبعة أعوام. وكانت السلطات الأمريكية تسلمت بومدين الذي اعتقل خلال خريف 1002 مع خمسة جزائريين آخرين في البوسنة، حيث كان يقيم للاشتباه بأنه كان يدبر اعتداء على السفارة الأمريكية في ساراييفو ثم نقل مع رفاقه الخمسة إلى غوانتانامو ما ان فتح المعتقل وسرعان ما أسقطت التهم عنهم، لكنهم بقوا معتقلين يدفعون ببراءتهم، وبعد معركة قضائية استمرت سنوات، برأ قاض أمريكي لخضر بومدين بقرار اتخذه في نوفمبر الماضي منتقدا إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وأشادت منظمتان للدفاع عن حقوق الإنسان، أول أمس الجمعة، باستقبال فرنسا لبومدين، معربة عن الأمل في أن تستقبل الولاياتالمتحدة وبلدان أوروبية أخرى على أراضيها سجناء آخرين لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم. وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان صدر بعد ساعات من وصول بومدين إلى فرنسا أن الحكومة الفرنسية قامت بخطوة للمساهمة في طي صفحة مركز غوانتانامو للاعتقال. وأضافت ان ''على حكومات أخرى الاقتداء بهذه الخطوة الجديرة بالثناء. وعلى هذه الحكومات تقديم حمايتها إلى هؤلاء الأشخاص الذين كانوا في غوانتانامو والذين ليس لهم مكان يذهبون إليه ،واعتبرت المنظمة أن على الولاياتالمتحدة أن تستقبل على أراضيها المعتقلين الذين برأهم القضاء من أي تهمة بالإرهاب، لكنهم لا يريدون أن يعادوا إلى بلدانهم خوفا من تعرضهم للتعذيب.