أكدت النتائج الأولية التي أعلن عنها كمال الجندوبي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات أن مركز الصدارة لحركة النهضة متقدمة على باقي الأحزاب الأخرى وبنسبة قاربت 50 بالمائة حسب النتائج الأولية غير الرسمية وبفارق كبير في الأصوات بينها وبين الحزب الذي يأتي وراءها، مما يؤكد مرة اخرى أن حركة النهضة تجاوزت حدود 40 في المائة من نسبة الأصوات، فيما رشحتها بعض الأصداء لتجاوز حدود 50 بالمائة· وأعطى الجندوبي أمثلة عن بعض المراكز والدوائر على غرار معتمدية قرقنة في دائرة صفاقس حيث أحرزت حركة الزعيم الغنوشي على 1940 صوتا مقابل 522 صوتا للمؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة المرزوقي، أما التكتل فلم يتجاوز 477 صوتا· أما في قفضة الشمالية فحازت النهضة على 960 صوتا تلتها العريضة الشعبية بقيادة مسؤول قناة المستقلة الهاشمي الحامدي ب 366 صوتا· أما في معتمدية سيدي عيش فكان لحركة النهضة 906 أصوات مقابل 586 للعريضة· وغير بعيد عن النتائج التي أحرزتها النهضة في صفاقس جاءت النتائج لتؤكد التوقعات في تطاوين حيث تربعت النهضة على عرش الأحزاب المتنافسة بحيازتها ما يؤهلها للحصول على ثلاثة مقاعد من جملة أربعة مقاعد في المجلس التأسيسي· وفي ولاية مدنين ودائرة سيدي مخلوف تمكنت النهضة من الحصول على أكثر من 40 في المائة من الأصوات، بينما لم يحقق الحزب الديمقراطي التقدمي بزعامة محمد نجيب الشابي العلماني المعادي للنهضة والإسلاميين نتائج كبيرة عموما، فيما حازت آفاق تونس على 7 بالمائة والمؤتمر على 6 بالمائة· أما في باب السويقة بالعاصمة تونس حيث معقل حركة النهضة، فحصلت هذه الأخيرة على أزيد من 40 في المائة من الأصوات، يليها المؤتمر· وبالجملة جاءت النتائج التي بدأت تظهر تباعا لتؤكد توقعات المراقبين بحيازة النهضة على الأغلبية في المجلس التأسيسي، لكن لن تكون أغلبية مطلقة تفرغ الديمقراطية من أحد معاني تمثيل التنوع حسب القراءة التي فضلها التونسيون لأول انتخابات حرة يساهمون فيها منذ الاستقلال بحيث ستضطر النهضة رغم الأغلبية المريحة إلى عقد تحالفات مع المؤتمر والتكتل وهو ما راهنت عليه الحركة ودعت إليه وأكدته في مختلف مواقفها وتصريحاتها رفضا للاستئثار والتحكم في تقرير مصير تونس وفي مرحلة البناء التي تقتضي تضافرجهود كل التونسيين، يقول راشد الغنوشي في تصريحاته لوسائل الإعلام· وإلى جانب النتائج الجزئية التي أعلن عنها الجندوبي، عاد هذا الأخير الى التأكيد على سلامة العملية الانتخابية في تونس على الإجمال، مؤكدا أن ما تخللها من نقائص فلا يعد إلا من قبيل المهملات بالنظر للتجربة الحديثة والأولى في تاريخ تونس الحرة، مبعوث ”البلاد” إلى تونس: محمد سلطاني