بدأت في القاهرة أول أمس السبت جولة الحوار الخامسة بين حركتيْ التحرير الوطني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاولة لتذليل العقبات التي بقيت عالقة منذ جلسات الحوار السابقة.وقال مسؤولون من الحركتين إن خلافات حول برنامج الحكومة الفلسطينية وتشكيل القوة الأمنية المشتركة لا تزال حجر عثرة في طريق التوصل إلى اتفاق. وقد قطع الحوار الفلسطيني بين فتح وحماس في القاهرة شوطا كبيرا لكنه معرض في جولته الخامسة إما للوصول الآمن إلى خط النهاية أو لإضاعة الأميال السابقة بسبب قضيتيْ الحكومة والقوة الأمنية المشتركة المعلقتين وفقاً للجزيرة نت. وفيما يتعلق بقضية الحكومة يبدو أن تمسك حماس بعدم الاعتراف بالاتفاقات السابقة مع الكيان الصهيوني وتمسك الرئيس الفلسطينيئمحمود عباس بشروط الرباعية لم يدع على الطاولة سوى الاقتراح المصري بإنشاء لجنة توجيه، وهو أمر يقبله الطرفان من حيث المبدأ لكنهما يريدان إدخال تعديلات عليه. وقال عزت الرشق عضو وفد حماس للحوار إن الورقة المصرية مقبولة من أجل تطويرها والبناء عليها وأخذ بعض الملاحظات لتعالج قضية الحكومة، فيما قال نبيل شعث عضو وفد حركة فتح للحوار إن الصيغة المصرية هي صيغة انتقالية تقضي بتأجيل مناقشة موضوع الحكومة والبحث في لجنة تقوم بتنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى أن ذلك انبثق من رغبة حقيقية في ألا تكون الوحدة رهينة للالتزامات الخارجية. إلا أن القضية الخلافية الثانية هي القوة الأمنية المشتركة للمرحلة الانتقالية ففي حين ترى حماس أنها مشروع للاقتتال الداخلي، ترى فتح أنها ضمانة لتنفيذ اتفاق الوحدة مع اتفاق الطرفين على الحاجة لإشراف مصري أو عربي. وحول إشكالية القوة الأمنية المشتركة قال نبيل شعث ''ليس المطلوب من القوة أن تكون قوة قمعية بل أن تكون قوة مطمئنة لكل الأطراف تنهي أي خوف من أي اعتقالات أو اشتباكات أو إجراءات بحق المواطنين أو القوى السياسية''. واتفق الطرفان خلال الجولات السابقة من الحوار على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة في جانفي 2010، وعلى آليات للمصالحة الوطنية على الأرض تمنع تكرار الاقتتال. وفي هذه الأثناء قررت مصر أن موعد الخامس من شهر جويلية المقبل سيكون هو آخر فرصة للتوقيع على الاتفاق النهائي بين الفصائل الفلسطينية تمهيدًا لإنهاء الانقسام وبدء تشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. وتواصل مصر محاولاتها لوضع حد لاستمرار الخلافات الفلسطينية خاصة بعد بدء الجولة الخامسة من الحوار الوطني أمس بين وفدي حركتي فتح وحماس. وقال مصدر فلسطيني مقرب من أجواء الحوار: ''الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصري والذي يعقد الحوار تحت رعايته أكد خلال اجتماعه مع رئيسي وفدي الجانبين في ساعة متأخرة من مساء أول أمس أن القيادة المصرية لن تسمح بفشل الحوار الوطني انطلاقًا من حرصها على القضية الفلسطينية ورغبة في توفير أجواء إيجابية بين مختلف القوى للتوصل إلى التوافق الوطني المطلوب بإلحاح في هذه المرحلة''.