بدأ وفدان من حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين أمس الاثنين جولة جديدة من الحوار برعاية مصرية الرامي إلى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، و لاستكمال المحادثات حول القضايا الخلافية المتمثلة في موضوع الحكومة وبرنامجها السياسي والصيغة الانتقالية للأمن والمشاركة في منظمة التحرير وقانون الانتخابات. بدأت جولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني أمس الاثنين بالقاهرة بين وفدي من فتح وحماس بمشاركة مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ، وصرح مصدر مصري مسؤول رفيع المستوى أن الحوار بدأ يدخل في ''مراحله الأخيرة'' معربا عن أمله في أن تحقق هذه الجولة التي تأجلت بيوم واحد نتائج إيجابية في القضايا العالقة مشيرا إلى أن الطرفين سيستعرضان موقفهما من الاقتراحات التي تقدمت بها مصر في الجولة السابقة من الحوار التي عقدت في الثاني من الشهر الحالي قصد تجاوز الخلاف وتقريب وجهات النظر بين الحركيتين حول المسائل العالقة. و يقضي المقترح المصري بتشكيل لجنة فلسطينية مشتركة مكونة من ممثلي الفصائل كإطار تنفيذ ليس لها أية التزامات واستحقاقات سياسية تبدأ عملها فور توقيع وثيقة الوفاق وينتهي عملها بعد إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة، وتتولى اللجنة الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية بما لا يتجاوز في حده الأقصى 25 جانفي 2010 وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية تكون بعيدة عن الفصائلية ومعالجة قضايا المصالحة الفلسطينية إلى جانب الأشراف على عملية إعمار غزة بالتعاون مع الهيئات واللجان المخولة و كذا على المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة والواردة من الدول والهيئات المختلفة. وقد أعلن وفدا الحركتين برئاسة كل من أحمد قريع (فتح) و موسى أبو مرزوق (حماس) عند وصولهما إلى القاهرة إنهما يحملان ملاحظات ورؤى بخصوص الورقة المصرية حيث يتم طرحها خلال الاجتماع لوضع تصور حول كيفية إيجاد حلول للقضايا الخلافية، كما قال عضو وفد حركة فتح نبيل شعت أن حركته درست الورقة المصرية بشكل جيد و أنها تملك اقتراحات تريد مناقشتها . وأضاف أن حركته لا تمانع من عقد جولات أخرى إذا لم تستطع الحركتان حل القضايا الخلافية في الجولة الحالية. وأشار شعث إلى صعوبة القضايا المطروحة على جدول الجولة، وخاصة القضية الأصعب المتمثلة في قضية تشكيل حكومة فلسطينية تلتزم بما التزمت به الحكومات الفلسطينية السابقة، الأمر الذي ترفضه حماس . وكان مفاوضون من الحركتين قد أخفقوا خلال عدة جولات سابقة في التوصّل إلى قواسم مشتركة بشأن المسائل الخلافية، وخاصة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة ووضع برنامج لها يسهّل عملية تحويل الأموال لإعادة بناء قطاع غزة. وقللت المصادر المصرية من احتمالات حدوث اختراق في الجولة الجديدة بسبب استمرار تباعد مواقف الطرفين بشأن برنامج الحكومة وقضايا أخرى كإعادة تنظيم قوات الأمن وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ووصفت المصادر مواقف الطرفين بأنها لا تزال متباعدة، إلا أنها قالت إن الوسطاء المصريين سيقومون ببذل جهد لتقريب وجهات النظر.