حماس وفتح اتفقتا على أن الجولة الجديدة من حوار القاهرة صعبة وحاسمة (رويترز-أرشيف) تقرر تأجيل انطلاق الجولة الرابعة من الحوار الوطني الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة إلى نهار اليوم بعد أن كان مقررًا عقدها أمس، وذلك في ضوء تأخر وصول الوفود المشاركة لعقدها المزيد من المناقشات الداخلية. وقال مسئول في منظمة التحرير الفلسطينية إن جلسة الحوار "قد تكون الأخيرة إذا لم تتفق الحركتان". ووصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهتها الجولة الجديدة من حوار القاهرة, بالصعبة. وتبحث الجولة القضايا العالقة ومن بينها طبيعة الفترة الانتقالية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وبرنامج الحكومة المقبلة والأجهزة الأمنية. وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إن الجولة الحالية مع فتح ستكون الأكثر صعوبة من سابقاتها "لما فيها من تطورات سلبية جاءت من قبل حركة فتح في قضية الاعتقال السياسي وحالة الجمود التي تقدمها في إستراتيجيتها المغلقة التي ستكون عقبة في نجاح الحوار". وأوضح برهوم أنه سيتم خلال هذه الجولة من الحوار مناقشة القضايا العالقة وهي برنامج الحكومة وقانون الانتخابات، والمرجعية الوطنية، وملف الأمن، إلى جانب الرد على مقترحات مصرية تتعلق بنقاط الخلاف في تلك القضايا. وأضاف أن "أي نتائج لهذه الجولة مرهونة بسلوك حركة فتح وتجاوبها مع المطلب الوطني، وهو إنهاء أي اشتراطات من قبلها على الفصائل الفلسطينية"، مطالبا ب"استبعاد أي اشتراطات أميركية إسرائيلية حول المصالحة الفلسطينية". ومن جانبه وصف النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح البرلمانية فيصل أبو شهلا جولة الحوار المقبلة في القاهرة بالحاسمة لجهة بحث مصير القضايا العالقة، مشددا على الحاجة فلسطينيا لإنهاء الانقسام فوريا. وأشار أبو شهلا إلى أنه جرى الاتفاق بين فتح وحماس على عدة نقاط عالقة فيما استمر الخلاف على نقاط أخرى أكثر أهمية أبرزها برنامج الحكومة الانتقالية ونظام الانتخابات والمرحلة الانتقالية. وشدد على مطلب فتح من حوار القاهرة "بضرورة التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة توافق انتقالية توحد الشعب الفلسطيني ولا تجره مجددا لعزلة دولية وحصار خانق، وهو أمر لن نقبل به مطلقا". وذكرت مصادر مصرية في القاهرة أن الجولة الجديدة من الحوار ستقتصر على وفدي حماس وفتح فقط دون مشاركة بقية الفصائل بناء على رغبة الجانب المصري. وقد اتهمت حركة فتح أول أمس الحكومة المقالة في غزة بمواصلة حملات الاعتقال بحق عناصرها في قطاع غزة "في مسعى لتخريب الحوار الوطني الفلسطيني". وقالت الحركة في بيان "إن مسلحين من حماس اختطفوا يوم السبت محمود قنن أمين سر منظمة الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة، في حين أنها تحتجز العشرات من أبناء الحركة وشبيبتها". وبدورها كشفت حركة حماس عما وصفتها بمؤامرة يحيكها قادة الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية. وقالت إن تلك الأجهزة تعد لعرض تسجيلات تتهم عناصرها بمحاولة التعرض لبعض قيادات تلك الأجهزة. وقالت حماس في بيان لها إن "سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية لم تقم ببادرة واحدة تدفع إلى طريق المصالحة, ولم تبد أي نية تجاه الأمل الذي ينتظره شعبنا بفارغ الصبر والمتمثل في إنجاح الحوار". كما نقلت عن مصادر مطلعة داخل جهاز الأمن الوقائي برام الله قولها إن "قادة الأجهزة الأمنية يعكفون على تسجيل شرائط فيديو وتوثيق اعترافات تحت الضغط والتعذيب ضد عناصر من أنصار الحركة وإجبارهم على الاعتراف بضلوعهم في تشكيل خلايا أمنية ومراقبة عدد من ضباط الأمن بهدف المس بهم".