أماطت مصادر صحافية أمريكية اللثام عن اعتزام الرئيس باراك أوباما مطالبة عدد من الدول العربية، البدء في التطبيع الفوري مع الكيان الصهيوني كخطوة لما أسمته ب''بناء الثقة'' وتهيئة الأجواء في المنطقة لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والصهاينة. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الرئيس أوباما سيسعى لإقناع كل من المغرب، سلطنة عمان، قطر والإمارات، باتخاذ خطوات صغيرة لبناء الثقة مع الكيان الصهيوني، من أجل تهيئة الأجواء لدفع عجلة عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى. وأشارت إلى أن الرئيس أوباما تحدث خلال لقائه مع الملك عبد الله عاهل الأردن قبل ثلاثة أسابيع حول ضرورة اتخاذ خطوات لبناء الثقة، وهو ما جعل عاهل الأردن يقوم بإطلاق مبادرة عربية جديدة، وإقناع القادة العرب بها. وحسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية فإن أوباما سيطالب باتخاذ خطوات رمزية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني تتمثل في فتح خطوط التليفون المباشرة بين الدول العربية وتل أبيب، والسماح للطائرات التجارية الصهيونية باستخدام المجال الجوي للدول العربية سالفة الذكر. لكن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن الدول العربية غير مستعدة الآن لتقديم مثل هذه ''الهدايا المجانية'' للكيان الصهيوني قبل أن تنفّذ تعهداتها السابقة، بتجميد البناء داخل المغتصبات الصهيونية، والسماح بحرية الحركة للفلسطينيين داخل الضفة الغربية. وكان عاهل الأردن قد أعلن أن الولاياتالمتحدة تروّج لخطة سلام بالشرق الأوسط تتضمن حلاً يضم 57 دولة يعترف فيها العالم الإسلامي كله بالكيان الصهيوني. وأوضح أن الخطة الجديدة التي ستعرض على تل أبيب ستتضمن أن يلتقي معهم ثلث العالم- وهو دول العالم الإسلامي - بأذرع مفتوحة، على حد تعبيره. وقال العاهل الأردني: ''المستقبل ليس نهر الأردن أو مرتفعات الجولان أو سيناء لكن المستقبل هو المغرب في المحيط الأطلسي وإندونيسيا في المحيط الهادي، وهذه هي الجائزة التي نعرضها على إسرائيل''. من جهة أخرى أعلنت كتائب أحرار الجليل مجموعه الشهيد علاء أبو دهيم مسؤوليتها عن تنفيذها هجومًا بتل أبيب منتصف ليلة أول أمس، متوعدة بالمزيد من العمليات النوعية. وأوضحت الكتائب في بيانٍ لها أنه تمّ وضع عبوة ناسفة صغيرة الحجم وإخفائها قرب مكان للقمامة في شارع ''فتحيا'' في تل أبيب ليتم التفجير أثناء مرور مستوطنين صهاينة صباح أول أمس، إلا أن العبوة انفجرت منتصف ليلة أول أمس قبل أن تضرب هدفها. وأشارت الكتائب إلى أن هذه ''العملية النوعية رسالة للعدو الصهيوني بأننا قادرون على ضربه في أي مكان وأيدينا تطال كل بقعه في فلسطين المحتلة''. وفقًا لفلسطين اليوم. وتعهّدت الكتائب بأن تكون هذه العملية من سلسلة عمليات ستنفذها عما قريب. من جانب آخر، سيجري رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، ابتداءً من أمس الإثنين، محادثات في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث من المتوقع أن تركز المحادثات بين الجانبين على الوضع في الشرق الأوسط وأسلوب التعامل مع إيران. وقال عوزي آراد مستشار نتانياهو لشؤون الأمن القومي: إن البرنامج النووي الإيراني سيشكل الموضوع الأساسي خلال المحادثات التي سيجريها رئيس الحكومة الإسرائيلي مع الرئيس أوباما و المسؤولين الأمريكيين''.