من المفاجآت الكثيرة التي كشفها المعرض الخاص بالسيارات العتيقة المقام ببرج الكيفان بالعاصمة بمناسبة أول نوفمبر، أن العديد من العرائس يفضلن ركوب ”الدوفين” و”الدوشوفو” في مواكب الأعراس، ويفضل مخرجو الأفلام التاريخية استغلال تلك السيارات كما هو الحال في فيلم ”مصطفى بن بولعيد”· موكب عروس تقليدي شهد المعرض الخاص بالسيارات القديمة ببرج الكيفان إقبالا منقطع النظير خاصة أنه تزامن مع يوم الاحتفال بأول نوفمبر، فلقد تجمع الشغوفون بالسيارات القديمة في حلقات من أجل الاطلاع على” الدوفين” و”الدوشوفو” وسيارت 404 و403 و 201 التي أنجزتها شركة بوجو في بداية القرن الماضي علاوة على السيارات الألمانية فولكسفاغن، وإيقونة الصناعة الألمانية ال”كوكسينال”، التي تزاحم عليها الجمهور مستحضرين ذكريات الماضي · واستمع الحضور إلى شروحات المنظمين الذين وجدوا أنفسهم أمام سيل من الأسئلة الخاصة بالتواريخ وكيفية المحافظة على تلك السيارت في حلتها القديمة· ولعل أغرب إجابة تلقاها أحد الزائرين ذكر أحد أن الكثير من الناس يتصلون بأصحاب تلك السيارات من أجل استعمالها في مواكب الأعراس وذلك لشدة إعجابهم بها· واعتبرت إحدى الزائرات أن السيارات العتيقة تعتبر أكثر أناقة وتألقا خاصة خلال المواكب، فهي تحيل الإنسان إلى فترة تاريخية مميزة من تاريخ الجزائر، أين كانت تستعمل لنقل المجاهدين أو في العمليات الفدائية بحسب قولها· كريم بلقاسم في برج الكيفان ·· صنعت سيارة بيجو 203 التي كان كريم بلقاسم يستقلها إبان الثورة التحريرية، الحدث في المعرض، حيث تهاطلت الأسئلة على المنظمين، الذين سردوا القصة الحقيقية للسيارة، وكيفية وصولها إلى المعرض· سيارتي لا تباع 180 مليون ذكر السيد عمر وهو احد المشاركين بالمعرض أنه تلقى العديد من العروض من أجل بيع سيارته القديمة التي تعود إلى القرن الماضي لكنه رفض ، وكان أخر عرض قُدِّم إليه هو 180 مليون سنتيم، وكانت إجابته للشخص صاحب العرض ”أن سيارته لا تقدر بثمن فهي غالية جدا على قلبه”· توافد كبير على المعرض يقول السيد شارفي محمد، أحد منظمي المعرض الخاص بالسيارات القديمة، أن هذا الأخير شهد إقبالا كبيرا و”فوق التوقعات”، ولقد احتوى المعرض على 21 سيارة، ودراجتين ناريتين، أقدم هذه السيارات هي ”سيارة 201 برتقالية اللون تعود إلى سنة 1929 وسيارة سيمكا، وسيارة بيكو ,403 و404 بيضاء، رمادية اللون، وذكر المتحدث نفسه ”أن هذه السيارات ملك لأجدادنا، ولشهدائنا”، وليس هناك عائلة لايوجد فيها شهيد، وقد اغتنمنا هذه الفرصة بهدف تعريف أجيال الجزائر بسيارات عاشت الثورة الجزائرية” بحسب قوله· وقد تفاعل الجمهور مع المعرض بشكل كبير فالعديد من الزوار التقطوا صورا تذكارية داخل السيارات، واستعمل البعض منهم الهواتف النقالة من أجل التقاط صور وفيديوهات للتأكيد أن السيارات الجديدة مهما غلت وارتفع سعرها تبقى السيارات القديمة تحتل القلوب·