أدانت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة أربعة شبان ينشطون ضمن شبكة لترويج المخدرات وتهريبها ب5 و15 سنة سجنا، حيث ضبطتهم المصالح الأمنية في حالة تلبس بتهريب 36 كلغ من الكيف المعالج باتجاه تونس، عبر الحدود البرية لولاية الطارف· وقائع القضية تعود إلى سنة ,2008 عندما سلم المتهم (س·ن) كيسا بلاستيكيا لقريبه (ع·غ)، بعد جلسة مطولة دارت بينهما بميناء مدينة القالة، وطلب المتهم الأول من قريبه ضرورة إخفاء هذا الكيس بإحكام في غابة منطقة أم الطبول الحدودية إلى أقصى الشرق بولاية الطارف، لأن الكيس يحتوي على كمية من الكيف المعالج· وهي العملية التي تم تنفيذها وفقا للمخطط الذي تم رسمه، حيث تم تخزين الكيس في حفرة صغيرة بالمنطقة الجبلية المحاذية للشريط الحدودي مع تونس، ليلتحق (س·ن) في اليوم الموالي بالمنطقة مرفوقا بابن عمه (س·م)، وقد اتصلا بشريكهما (ع·غ) الذي كان قد تكفل بإخفاء الكيس، فطلبا منه إحضار الكمية المخزنة لنقلها إلى منطقة العيون الحدودية، على اعتبار أنهما حددا موعدا مع زبون أسندت إليه مهمة تهريب الكيف المعالج إلى تونس، لكن (ع·غ) طلب مساعدة أحد أصدقائه، ويتعلق الأمر بالمسمى (ع·ع)، بحكم معرفته الجيدة لجميع المسالك الجبلية بالمنطقة· لكن وحدات الدرك الوطني كانت قد تلقت معلومات مسبقة بشأن هذه العملية فنصب كمينا لإلقاء القبض على المتهم (ع غ) وصديقه (ع·ع) لما كانا في انتظار الزبون الذي كان من المقرر أن يحضر لشراء البضاعة· وقد كشف أثناء التحقيق معه عن هوية شريكيه في العملية، مع التأكيد على أن صديقه الذي تم توقيفه معهلم لم يكن يعلم بمحتوى الكيس البلاستيكي، وأنه كان مجرد مرشد بحكم معرفته مسالك المنطقة·كما أشار إلى أنه كان قد تسلم الكيس من المسمى (س·ن)، وشريكه في العملية ابن عمه (س·م)· اعترافات المتهم الذي ضبط بحوزته الكيس البلاستيكي، كانت أيضا خلال جلسة المحاكمة، رغم أن المتهمين الرئيسيين أنكرا جملة وتفصيلا كل ما أدلى به (ع·غ)، لتلتمس بعدها النيابة العامة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهمين الثلاثة، والسجن النافذ لمدة 10 سنوات في حق المرشد· وبعد المداولات نطقت هيئة المحكمة بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا للمتهمين (س·ن) و(س·م)، و12 سنة سجنا نافذا في حق (ع·غ) الذي كانت وحدات الدرك قد ضبطت الكيس بحوزته· في حين استفاد (ع·ع) من إجراءات التخفيف، إثر التصريحات التي أدلى بها صديقه طيلة مراحل التحقيق وأثناء جلسة المحاكمة·