تعد قرية حجر مفروش ببلدية عين قشرة إلى الغرب من ولاية سكيكدة (حوالي 17كم عن مقر بلدية عين قشرة) واحدة من أكبر القرى في الجزائر تضررا من جحيم الإرهاب الذي حصد في ظرف قياسي مالايقل عن 23مواطنا من قرية حجر مفروش وتسببت الآلة الإرهابية الهمجية في رحيل أكثر من 200عائلة إلى مناطق آمنة كما أغلقت مدرستان ابتدائيتان في دشرتي المرج وبوعمر، وبقي سكان المنطقة تحت رحمة الجماعاتئ الإرهابية إلى غاية جانفي 2009حيث تم فتح ثكنة عسكرية تقع في منطقة القصر، حيث بدأت معاناة السكان مع تحركات الجماعات الإرهابية تتلاشى شيئا فشيئا، فتحسنت ظروف القرية الأمنية بصفة تدريجية، واصبح سكان القرية يطالبون بنصيبهم في التنمية والمياه الشروب والصحة والسكن والنقل المدرسي والطرقات وغيرها من هموم الحياة الأخرى. من جحيم الإرهاب إلى المطالبة بالتنمية.. رحلة متعبة وشاقة فقدت قرية حجر مفروش ذات ال 5000نسمة -حسب تقديرات السكان وحوالي 1500نسمة فقط حسب تقديرات رسمية- مالايقل عن 23مواطنا من أبناء القرية، والبداية كانت بمنطقة المزرعة (الصورة)، حيث أقدمت الجماعات الإرهابية على قتل مواطنين ويتعلق الأمر بالمسمى (ب. السبتي) من الدفاع الذاتي و(م. رابح) مواطن عادي كما اصيب عسكري في العملية إثر كمين نصبته الجماعات الإرهابية. كما أقدم تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال على قتل وذبح 7 من رجال الدفاع الذاتي إثر كمين جديد في سنة 2002 بمنطقة مرج الخروف ويتعلق الأمر ب (ب، عزيز)، (ب، محفوظ)، (ب، احمد)، (ب، صالح)، (خ، حسين) (ب، عبود)،(ب، عبد الحميد) وهم من رجال الدفاع الذاتي الذين وهبوا ارواحهم دفاعا عن ابناء المنطقة من غدر الجماعات الإرهابية. كما أقدمت الجماعات الإرهابية مطلع سنة 2004على تنفيذ مجزرة كبيرة ذهب ضحيتها مالايقل عن 9 أشخاص بين دفاع ذاتي وحرس بلدي وشرطة وجيش حين اقامت كمينا محكما على مستوى منطقة (فج المخابة) كما توضح الصورة ويتعلق الأمر ب(ب، عبد المالك)، (ب، محمد بن رابح)، (ح، جلول)، (ب، احمد بن احسن)، (مفروش يوسف)، (بوغاغة عبد المالك)، (بوكلوة الشريف) ن (مفروش نبيل)، (خوالد احسن)، وبقيت القرية تحت رحمة الجماعات الإرهابية وتحركاتها المريبة، إلى أن تحسن الوضع الأمني بمجئ الجيش مطلع جانفي 2009، بعدها بدأ سكان القرية في المطالبة بنصيبهم من التنمية الشاملة. الصحة في حاجة إلى صحة يفتقر المركز الصحي المتواضع المتواجد على مستوى قرية حجر مفروش لأبسط التجهيزات الطبية (جهاز قياس ضغط الدم، وجهاز طب الأسنان وحتى الأدوية البسيطة) والأكثر من ذلك -يضيف سكان القرية- فإن لا طبيب حضر إلى هذا المركز منذ سنة 1992مع انطلاق شرارة الأعمال الإرهابية وتدهور الوضع الأمني، غير أن رئيس دائرة عين قشرة السيد : عمار معاطلية أكد غير ذلك، حيث قال إن الطبيب يحضر أسبوعيا إلى المركز الصحي المتواجد على مستوى القرية، كما يشتكي سكان القرية من انعدام قاعة ولادة وقال بعض السكان إن الكثير من النساء ولدن في الطريق أو داخل الاصطبلات شبكة الطرق.. ماعدا الطريق الرئيسي الذي يربطهم بالبلدية الأم تعاني قرية حجر مفروش من عدم صلاحية الطرق والمسالك الداخلية حتى للمشي على الأقدام فما بالك باستخدام المكبات، فالطرق المؤدية إلى مداشر بوغاغة (حوالي 20 كم) و(بوكلوة) 2كم و(الدكارة) 40 كم غير صالحة تماما، وهي تعاني من تصدعات وتكسرات عديدة. ويأمل السكان في ترميم هذه الطرق وإصلاحها في القريب العاجل. أما الطريق الرئيسي الذي يربط حجر مفروش بالبلدية الأم فهو طريق مثالي يستحق من منجزيه كل التقدير. ورغم أن القرية استفادت في برنامج التنمية الريفية بترميم 15كم من الطرق الداخلية، إلا أن الوضعية عادت إلى اصلها وكأنها لم ترمم أصلا. قطاع التربية.. متوسطة جديدة ومدرستان مغلقتان قفز قطاع التربية بقرية حجر مفروش قفزة نوعية حين استفادت القرية من متوسطة فتحت أبوابها مطلع السنة الجارية، وقد تقدم سكان المنطقة بالشكر الجزيل إلى مدير التربية لولاية سكيكدة على هذا الانجاز الرائع، مطالبين بمطعم لائق داخل المتوسطة. وفي المقابل أغلقت مدرستان (المرج وبوعمر) بسبب الهجرة الجماعية للسكان من جحيم الإرهاب، وتوجد في الوقت الحالي مدرسة ابتدائية واحدة هي ابتدائية بوغاغة ارجم، غير أن المنطقة تعاني من انعدام النقل المدرسي داخل القرية، حيث يضطر العديد من التلاميذ إلى التنقل أكثر من 7 كم للوصول سواء إلى المدرسة الابتدائية أو إلى المتوسطة.. على غرار مناطق تيوطيان ودكارة. البريد.. تجهيزات ليس لها معنى يشتكي سكان حجر مفروش من التنقل إلى المناطق البعيدة لسحب أموالهم في الوقت الذي يتوفر فيه المركز البريدي الوحيد المتواجد على مستوى المنطقة والذي يتواجد في حالة مزرية، على جهاز للسحب الفوري منذ أكتوبر 2009إلا أنه لم يشغل إلى يومنا هذا رغم الشكاوى المتعددة التي قدمها السكان والسلطات على حد السواء إلى الجهات المختصة. ولهذا، فإن سكان القرية يأملون في التدخل العاجل لحل هذا المشكل في القريب العاجل. السكن.. عائلات مازالت تحت الطين والقصدير والحصة الممنوحة غير كافية مازال الكثير من سكان قرية حجر مفروش يعيشون ظروفا سكنية قاسية، حيث مايزال البعض منهم يعيش تحت القصدير في بنايات طينية قد تجرها رياح الشتاء في أي لحظة، فقد استفادت القرية من حصة تقدر ب 192سكنا ريفيا منذ سنة 2007و28 سكنا اجتماعيا منذ سنة 1995، وفي المدة الأخيرة استفادت القرية من حصة 12مسكنا ريفيا قيل عن طريقة توزيعها الكثير، غير أن سكان القرية يطابلون برفع حصتهم من السكن الريفي حتى لايضطرون لمغادرة القرية، فعائلة حيمور عبد القادر وهو حارس بلدي والمتوكنة من 9 أفراد تعيش داخل غرفتين ملك للأب في ظروف أقل مايقال عنها إنها سيئة جدا (كما توضح الصورة) سكان القرية يطالبون بالمساعدة بشرب مائهم فقط قرية حجر مفروش تنام على موارد مائية معتبرة، فهي تتوفر على الكثير من الينابيع التي تحوي مياه عذبة، غير أن سكان القرية لايشربون هذه المياه بسبب بعدها ولهذا فإن الكثير من السكان يضطرون لشرب مياه الصهاريج بأثمان باهضة، و80 % من السكان يفتقرون إلى المياه الشروب، ولهذا فهم يطلبون من السلطات المحلية مساعدتهم في توصيل الماء إلى منازلهم فقط، غير أن رئيس الدائرة أكد ''للبلاد'' أن القرية في انتظار مشروع كبير للتزود بالمياه الشروب مثلها مثل غيرها من القرى. وأخيرا وليس آخرا.. قرية حجر مفروش كانت خلال ثورة التحرير المباركة مقرا للولاية التاريخية الثانية، وقد قدمت الكثير من أبنائها أثناء ثورة التحرير المباركة وقدمت الكثير من ابنائه في العشرية الإرهابية الهمجية، وسكانها لايطلبون من السلطات سوى رد الجميل والاهتمام بالمنطقة من خلال تزويدها بالماء وإصلاح الطرقات وبناء مراكز للترفيه وتجهيز المركز الصحي وفتح قاعة للولادة وإصلاح الطرقات الداخلية.