تبدي أوساط قريبة من حزب الله في لبنان خشيتها من تفاقم الأوضاع بسوريا، والوصول إلى مرحلة سقوط نظام الأسد الحليف الاستراتيجي لإيران وبطبيعة الحال لحزب الله. ورغم التطمينات التي يحاول الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله؛ في كل إطلالة له منذ بدء الأزمة السورية من إشاعتها لدى مناصريه إلا أن الحديث في الغرف المغلقة؛ يختلف تماما عما يحاول نصر الله إشاعته لقاعدته الشعبية. ونقلت قناة “العربية” عن مصادر قريبة من حزب الله قولها إن تطورات الاحتجاجات في سوريا؛ خصوصا بعد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية دفعت بمجلس شورى القرار، وهو أعلى سلطة قيادية في حزب الله، إلى البدء في درس الخيارات المتاحة لمواجهة المرحلة المقبلة وتأثيراتها على مختلف القوى السياسية والشعبية في لبنان. وبحسب تلك المصادر فإن هناك عدة سيناريوهات يتم تداولها، ومنها ما يقوم على بدء بتحرك ميداني سريع؛ يشبه تماما ما حصل في السابع ماي عام 2007، لكن على نطاق أوسع بما يشبه انقلابا عسكريا، وذلك وفقا لخطة سبق أن تم الاتفاق عليها بالتنسيق مع أطراف داخلية حليفة وموالية للحزب. وتابعت تلك المصادر “في اللحظة التي يشعر فيها حزب الله أن سقوط نظام الأسد قد بات وشيكا نتيجة للتحركات الشعبية أو جراء تدخل عسكري أجنبي، فإن مجموعات عسكرية تابعة له؛ ستباشر بالتحرك السريع للسيطرة على بيروت في شقيها الغربي والشرقي بالتنسيق الكامل مع حزب التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشيل عون، وتحت عنوان “حماية المقاومة؛ وسلاحها من جهات لبنانية داخلية”، حيث سيقول الحزب إن هذا التحرك جاء لمواجهة تلك القوى الداخلية التي كانت تتحضر لمحاصرة المقاومة بالتنسيق مع جهات خارجية وعلى رأسها إسرائيل التي ستستغل سقوط النظام السوري للانقضاض على حزب الله عبر شن حرب عليه على الجبهة الجنوبية”. من ناحية أخرى، أكدت المصادر “أن ذلك السيناريو سوف يبرر اللجوء إلى كافة الوسائل التي من شأنها حماية هذا السلاح والدفاع عنه رغم الأضرار والضحايا التي ستخلفها عملية من هذا النوع والتي قد تؤدي إلى حرب أهلية”، غير أنها تحدثت عن وجود “تيار فاعل داخل حزب الله يرفض هذا التوجه ويدعو إلى مواجهة المرحلة بواقعية أكثر؛ باعتماد لغة الحوار الداخلي؛ مع كافة الأطراف اللبنانية المعارضة لمشروع الحزب ورؤيته للقضايا اللبنانية والإقليمية على قاعدة تأخذ في عين الاعتبار التهديدات الإسرائيلية الدائمة للبنان. لكن هذا الرأي تعارضه القيادات العسكرية والأمنية داخل الحزب؛ والتي تربطها علاقة مباشرة بقيادة الحرس الثوري الإيراني”. وبالمقابل قالت مصادر في “قوى الرابع عشر من آذار” إن ما يجري تناوله من سيناريوهات قد يلجأ إليها حزب الله غير قابلة للتطبيق، مشددة في الوقت نفسه على عدم وجود مخاطر أمنية على لبنان إذا سقط النظام في سوريا.