أقر المجلس الوطني لقوى الثورة باليمن مساء أول أمس، ترشيح محمد سالم باسندوة رئيسا لحكومة وفاق وطني، في حين استمرت الاحتجاجات الشعبية بالمحافظات ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح، فيما أطلق عليه “جمعة ثورتنا مستمرة”. وقال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي يحيى أبو إصبع إن باسندوة، وهو وزير خارجية سابق يرأس الآن المجلس الوطني المعارض الذي تشكل بعد اندلاع الاحتجاجات في فيفري، رشح ليكون رئيس الوزراء القادم. وأوضح أبو إصبع في تصريحات لوكالة “رويترز” أنه يتوقع أن يصدر نائب الرئيس اليمني قرارا يطلب من باسندوة، الذي شغل منصب وزير الخارجية من 1993 حتى 1994، تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي تطورات الوضع ميدانيا، خرج آلاف المتظاهرين في 18 محافظة بينها العاصمة صنعاء لإعلان رفضهم المبادرة الخليجية لاحتوائها على حصانة للرئيس وعائلته من الملاحقة القضائية. وفي العاصمة؛ شارك الآلاف في المظاهرات الاحتجاجية وتجمعوا في ساحة التغيير التي كانت مركزا للمظاهرات المناهضة لصالح، مطالبين بمحاكمته هو وأفراد نظامه على ما سموها الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها. وقال الناشطون المعارضون إن المتظاهرين الذين تحملوا القصف من جانب القوات الموالية لصالح نظموا احتجاجات مماثلة بمدينة تعز. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية. ومن لحج، تحدث تقارير عن خروج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة في دمت بمحافظة الضالع انطلقت من ساحة الحرية مرورا بالشارع العام حتى ساحة مبنى القيادة عند مدخل المدينة الشمالي، وهي تردد الهتافات والشعارات المطالبة بمحاكمة صالح وإحالته ورموز نظامه للمحكمة الجنائية الدولية. كما أشارت إلى احتشاد الآلاف لأداء صلاة الجمعة بضاحية كرش بمحافظة لحج، حيث أكدت التقارير أن هدف الثورة الأول تحقق بتنحي علي صالح وأن ما تبقى من نظامه سينهار لا محالة. وفي الأثناء، قصفت قوات موالية للرئيس صالح مناطق نهم وأرحب وبني الحارث، كما وقعت اشتباكات بالعاصمة بين قوات موالية لصالح وأخرى مناهضة له. وأوضح شهود عيان أن قوات الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر تبادلت النيران مع قوات الأمن المركزي بقيادة يحيى صالح نجل شقيق الرئيس صالح. من ناحية أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها غير قادرة على دخول منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد لتوفير المساعدات الإنسانية المطلوبة بشدة لأكثر من شهر بسبب صراع مسلح بين سلفيين من أبناء المنطقة وجماعة الحوثي ذات المرجعية الشيعية. وتفيد الأنباء بأن عناصر من جماعة الحوثي تفرض حصارا على منطقة دماج التي يقع فيها مجمع ديني تعليمي كبير يديره سلفيون. وقال رئيس وفد لجنة الصليب الأحمر باليمن أريك ماركلاي “إننا قلقون بشأن الوضع في دماج” مضيفا أن “آلاف المقيمين في هذا الجزء من محافظة صعدة محرومون من المساعدات الإنسانية، ومن بينها الاحتياجات اليومية من الغذاء والأدوية الأساسية”.