وضعت جامعة الدول العربية 17 مسؤولا على قائمة الشخصيات السورية الممنوعة من السفر إلى الدول العربية ومن بينهم ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد. وتشمل القائمة أيضا، حسب وكالة أنباء الشرق الوسط، وزيري الدفاع والداخلية ومسؤولين بالمخابرات وضباطا كبارا بالجيش، بينما يشغل ماهر الأسد منصب قائد الحرس الجمهوري وثاني أقوى شخصية بسوريا. وذكرت الوكالة أن اللجنة المكلفة بتنفيذ العقوبات العربية أوصت بوقف رحلات الطيران من وإلى سوريا اعتبارا من منتصف الشهر الجاري واستثناء مجموعة من السلع من العقوبات “تتمثل في الحبوب ومشتقاتها والأدوية والمستلزمات الطبية والغاز والكهرباء”. ومن المقرر أن تعرض هذه اللائحة التي أعدتها لجنة فنية عربية اجتمعت في القاهرة، على اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية يعقد هذا اليوم في الدوحة. وتضم اللجنة الوزارية العربية الجزائر وقطر ومصر وسلطنة عمان والسودان، غير أنها مفتوحة لأي دولة عربية ترغب في المشاركة في أعمالها. وفي الأثناء، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن معركته ليست مع العرب بل مع الذين يحركون الدول العربية، وتوقع أن يزور الزعماء العرب دمشق ل”الاعتذار” متهما الأمريكيين بالعمل على تغيير نظام بلاده “لكنهم لن يتمكنوا من ذلك”. وقال الأسد في حديثه مع وفد من رجال الدين حضروا من لبنان ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في عددها الصادر أمس، تفاصيله “معركتي ليست مع العرب، لذا لا نهتم بما ينتج منها، لكن المعركة مع من يحركون الدول العربية اليوم”. وأشار الرئيس السوري إلى أن الخطة الأميركية كانت تقضي بتقسيم العراق، إلا أن الأمريكيين اكتشفوا أن تقسيم العراق مستحيل بوجود سوريا إلى جانبه، فإما سوريا مقسمة وعندها يمكن تقسيم العراق وإما البلدان لا يقسمان”. وفي السياق ذاته، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء أمس، عن مصدر عسكري قوله إن روسيا سلمت صواريخ مضادة للسفن إلى سوريا بعد أيام من دعوة لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى حظر للأسلحة على دمشق. ونقلت الوكالة عن المصدر قوله “العقد نفذ بالكامل قبل الموعد المحدد على ما أعتقد”، وقدر قيمة الصفقة بمبلغ 300 مليون دولار، ولم يحدد المصدر متى تم تسليم الشحنة. وأوضحت الوكالة الروسية نقلا عن ذات المصدر أن “هذه الأسلحة تسمح بتغطية الساحل السوري كله من أي هجوم محتمل من البحر”، وذلك بعدما كانت صحيفة “أزفستيا” الروسية قالت في وقت سابق إن موسكو تعتزم إرسال حاملة طائرات وسفن حربية إلى سوريا. واعتبرت روسيا قرار الولاياتالمتحدة بإرسال سفن حربية إلى السواحل السورية “أمرا سلبيا” ولا يساعد في تسوية المشكلة في البلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي بموسكو إن إرسال السفن الحربية الأمريكية إلى السواحل السورية “لا يساعد في إيجاد تسوية سلمية للمشكلة السورية”، مضيفا “إن جميع هذه الإجراءات تعقد إيجاد سبل لتسوية المشكلة وتضيف عناصر جديدة للتوتر التي من دونها المنطقة ساخنة كما لا تساعد مطلقا في إيجاد تسوية سلمية”. من ناحية أخرى، أكدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن “المساءلة الدولية إزاء الوضع في سوريا أصبحت أكثر إلحاحاً اليوم”. وقالت بيلاي في افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس حقوق الإنسان في جينف “إذا لم يتم وقف العنف الآن، فإنه سيدفع البلاد إلى حرب شاملة”. وشددت على “وجوب أن تتخذ المجموعة الدولية تدابير فعالة وملحة لحماية الشعب السوري”. وذكرت بيلاي أن ما لا يقل عن 4000 شخص قتلوا في سوريا منذ اندلاع الأحداث في شهر مارس الماضي، وأن المعتقلين يعدون بالآلاف، وأن عدد المشردين بلغ 12.400 منهم 10 آلاف نزحوا إلى خارج سوريا.