كشف رشيد بوكسيم مدير مهرجان الفيلم الأمازيغي بمدينة أغادير المغربية عن مشاركة فيلمين جزائريين في غمار المنافسة الرسمية لنيل جائزة التاج الذهبي، مشيرا إلى أن لجنة المهرجان وقع اختيارها على فيلم البيت الأصفر للمخرج الجزائري المغترب عمور حكار، وإيروان لإبراهيم تساكي، شهر ماي المقبل.تدور أحداث فيلم إيروان بمعنىكان يا ما كان الناطق باللهجة التارقية في أعماق الصحراء الجزائرية وبالضبط منطقة جانت ليرفع الغطاء لأول مرة على قضايا متعدّدة، هامة وخطيرة في آن واحد، وخلف هذه القصة التي تبدو روتينية يوجه المخرج كاميراته باحتشام ليتناول قضايا أخطر عندما يكشف لنا عن الصفقات المشبوهة التي يعقدها والد كلوديا والتي تسمح لرجال الشمال بتحويل الجنوب إلى مفرغة لرمي المواد السامة. القضية يكشفها يوسف الأصم والأبكم شقيق مينة عندما يذهب إلى الجبل الملعون بحثا عن زهرة الصحراء أمام رفض أخته الخائفة من لعنة الجبل، وهناك يجد صهاريج المواد السامة ملقاة لتلوّث محيط الصحراء الجميل. عند عودته يخبر يوسف شقيقته وصاحب الحانة بما رآه، لكن هيهات، لأنّ الموت تدقّ بابه في اليوم الموالي في ظروف غامضة، ويكتشف المشاهد بعد ذلك خطورة ما رآه يوسف عندما يموت أمياس بعد شربه ماء الجبل الملعون. الفيلم يتناول إشكالية تخلي رجل الجنوب عن أصوله من أجل مستقبل مجهول وكذا صراع الحضارات بين الشمال والجنوب، ولهذا الغرض تعمّد المخرج عدم تحديد البلد ليكون جنوب الصحراء الكبرى أو الدول الإفريقية بشكل عام والشمال الدول الغربية. وقد حصل فيلم إيروان على جائزة أفضل صورة في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران. أما البيت الأصفر لعمور حكار الناطق باللهجة الشاوية، فتدور وقائعه في مرتفعات منطقة الأوراس وفي مناخ قروي معتم، نتعرف على أسرة المزارع مولود، الذي تاب بفجيعة فقدان نجله البكر، خلال أدائه الخدمة العسكرية وهو على متن دراجته الناريةّ، وفي خضم هذه المأساة التي تكبدتها براءة الطفلة آية وتصيب الأم فاطمة في مقتل ابنها خلال تأديته للخدمة العسكرية، ويقود المخرج المشاهد عبر خط الفعل المتصل ليتخذ من استحضار العائلة الموجوعة لتسجيل كشف تضحيات نجلها الراحل لأجل وطنه، منعرجا يغير مسار الأحداث. إذ بداعي الفخر وتثمين رسالة فقيدهم ينبري مولود وفاطمة بمعية بنتهما آية لحرث قطعة أرض قاحلة، فيستعيد السكان المحليون بسماتهم، مما يشيع جوا من الحبور والديناميكية في بلدتهم على نحو ينهي محنة مزمنة تحيل على ما كابدته الجزائر في تاريخها الحديث، ويحرص صاحب العمل على الدعوة لأفق مشرق يستلهم شعاعه من الآلام