اتهم رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، في خرجة له يوم الخميس بالعاصمة، الوافدين إلى الأفانا بإحداث المشاكل التي يعيشها الحزب غداة نتائج الانتخابات الرئاسية باحتلاله المرتبة الثالثة. وأكد موسى تواتي بلغة مباشرة أن تلك المشاكل التي يتخبط فيها حزبه ''لم يتسبب فيها مناضلو الحزب ولكن الوافدين إليه''. كما أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أول أمس، أن حزبه ''يسعى لتكوين مناضلين محترفين متشبعين بثقافة سياسية وحزبية مبنية على مبادئ وأهداف الجبهة الوطنية الأساسية لبناء صرح جزائر الوطنيين''. وقال تواتي خلال اجتماع جمعه مع إطارات الحزب بغية تشكيل لجنة ولائية لإعادة هيكلة الحزب على مستوى ولاية الجزائر: ''إننا في الجبهة الوطنية الجزائرية نريد أن نكون مدرسة نضالية وعبرة للأحزاب الأخرى''. وبخصوص هذا الاجتماع، أوضح أن اللجنة الولائية التي سيتم تشكيلها قريبا ''ستنطلق في عملها بالشروع في هيكلة المكتب الولائي وفي تحضير الجمعيات العامة البلدية والولائية وذلك قبل نهاية السنة الجارية''. وأضاف أن المرحلة القادمة التي تلي الانتهاء من هيكلة الحزب ستتمثل في الشروع في التكوين السياسي للمناضلين، لأننا -كما قال- نريده أن يكون حزبا لاحتواء المناضل الحقيقي وليس مناضل المواسم والأفكار الهدامة الدخيلة على الحزب، في ظل أنانية ''أنا ولا أحد'' أو''أنا وبعدي الطوفان''. وبين موسى تواتي في السياق ذاته أن تشكيلته السياسية ''حزب ديمقراطي واجتماعي، ووطني يؤمن برسالة الشهداء وببيان أول نوفمبر 1945''. وبعد أن تطرق بإسهاب لمختلف المراحل التي عرفها الحزب منذ نشأته في 1999، قال المتدخل إن الجبهة الوطنية الجزائرية ''استطاعت أن تغرس ثقافة سياسية جديدة في أوساط الجزائريين'' و''أصبحت لها مكانة سياسية مرموقة في المشهد السياسي الجزائري''. للتذكير تتواجد الجبهة الوطنية الجزائرية على مستوى 1300بلدية عبر مختلف أرجاء الوطن وتحوز كتلة برلمانية من 22 نائبا بعد التحاق سبعة نواب من تشكيلات سياسية مختلفة ونواب مستقلين. هذا وكان تواتي يفتخر في السابق بتزايد الإقبال على الجبهة الوطنية وتوافد المنخرطين قبل تشريعيات 2007وتم ذلك وفق تسهيلات تنظيمية لاتحدد شروطا ودون التحقيق في هوية الوافدين، حتى انفجرت تصحيحية ما قبل الرئاسيات الفارطة والتورط في دوامة إطفاء الفتن التي طالت مكاتبه بسبب التفويضات التي شكلت مادة دسمة للتقارير الإعلامية حينئذ.