وصل عدد ''الحرافة'' المنحدرين من مختلف بلديات ساحل ولاية الشلف ومناطق اخرى من شمال عاصمة الولاية، الذين فشلوا في العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، قرابة 85 ''حرافا'' حسب آخر إحصاء قدمته المفتشية العامة لولاية الشلف إلى الجهات المختصة وكشفت تلك البعثة الرسمية إلى مواقع ''الحرافة'' عبر ساحل الولاية ومناطق مختلفة من شمال عاصمة الولاية عن معطيات هامة كانت سببا رئيسيا في ركوب هؤلاء الشباب على اختلاف اعمارهم، امواج البحر والانطلاق صوب الساحل الاسباني، بينها ظاهرة الفقر المتفشية في مناطق ريفية لم تنل حقها من التنمية المحلية وتصاعد منسوب البطالة الضاربة هي الأخرى اطنابها في بلديات مصدق، المرسى، تاوقريت، الشطية وعاصمة الولاية، ناهيك عن تصاعد حجم المشاكل العائلية وما ترتب عنها من تفكك أسري، ترك الشباب في الحلم بالهجرة السرية إلى اوروبا عبر قوارب مهترئة. وتفيد المعطيات المتوفرة، أن المغامرة كانت حاضرة في رحلات هؤلاء الشباب، بالرغم من أحوالهم الاجتماعية المقبولة التي لا تستدعي ركوبهم المجهول، في السياق ذاته، قالت مصادر فالبلاد ف، إن المفتشية العامة التي قاربت نسبة 70بالمائة من جولاتها إلى بلديات الولاية واجتماعاتها اليومية مع المهاجرين السريين إلى وقت قريب، وجدت صعوبة في إقناع هؤلاء الشباب الذين خيروا ذات المفتشية بين ملامسة الوعود المقدمة لهم في عين المكان أوالحرقة في فصل الصيف، كما عمدت فئة اخرى إلى التأكيد على ركوب البحر وأن يكونوا طعاما للحوت أفضل من أن تدوم محنهم الاجتماعية في بلدياتهم التي لم تعمل على توجيههم والاستماع لهم أو ملاقاتهم لمنحهم محلات الرئيس ومشاريع شبانية أخرى، وتبرز تلك المعلومات، أن الاستقراء الاحصائي الذي توصلت اليه المفتشية العامة أثبت ان ''الحرافة'' الذين فشلوا في السابق في الابحار إلى اوروبا بعد ان تعطلت قواربهم وزوارقهم، انطلق 75بالمائة منهم من شاطئ القلتة التابع لبلدية المرسى على الحدود المشتركة مع ولاية مستغانم. وحسب مصدر مسؤول، فإن البعثة المذكورة إلى بؤر الهجرة غير الشرعية قدمت حلولا مجدية لهؤلاء الطامحين إلى ركوب امواج البحر كمنحهم مشاريع في اطار برامج الانجام والانساج وفكناكف، في وقت قدم ''الحرافة'' وثائق اثبتت احتجازهم في وقت سابق في المراكز الخاصة بحجز ''الحرافة'' القادمين من الجزائر وذلك في ميناء الميريا الاسبانية، حيث تم ترحيلهم على الفور عبر رحلات جوية من الميريا نحو الجزائر وبحرا من ميناء إلى كونت نحو وهران بالغرب الجزائري.