قاطنو السكنات الهشة يحاولون اقتحام مقر الدائرة في إحتجاجات عارمة شهدت بلدية عنابة صبيحة أمس الإثنين إندلاع حركة إحتجاجية عارمة أمام مقر الدائرة، حيث قام المئات من أرباب العائلات بالتجمهر و محاولة إقتحام البوابة الرئيسية للدائرة تعبيرا منهم عن تذمرهم الكبير من الظروف الإجتماعية القاسية التي يعيشونها و أفراد عائلاتهم، في بيوت تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة، سيما و أن المعاناة إزدادت أكثر خلال الأيام الأربعة الأخيرة، لأن الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة جعلت الكثير من البنايات الهشة المتواجدة بإقليم عاصمة الولاية عرضة للإنهيار، جراء التشققات التي ظهرت على جدرانها و أسقفها، مما دفع بقاطنيها إلى الخروج إلى الشارع و الإعتصام أمام مقر الدائرة. المحتجون و الذين يقطنون سكنات آيلة للإنهيار بضاحية " بلاص دارم " بالمدينة القديمة، أو في بيوت قصديرية بالمنطقة الفوضوية لسيدي حرب طالبوا بضرورة التدخل الفوري و العاجل للمسؤول الأول في الولاية، من أجل إتخاذ إجراءات من شأنها أن تجبر مصالح الدائرة عن الإفراج عن قائمة المستفيدين من السكنات الإجتماعية ذات الطابع الإيجاري، لأن اللجنة المختصة كانت قد إنتهت من تحقيقاتها الميدانية منذ أشهر عديدة، و قامت بغربلة كبيرة في الملفات التي كانت مودعة لدى المصالح المعنية، لكن قائمة المستفيدين تبقى تنتظر الفصل النهائي من طرف مسؤولي الدائرة، رغم أن أصحاب الملفات كانوا ينتظرون مطلع السنة الجارية الإفراج الرسمي عن هذه القائمة. الحركة الإحتجاجية للمئات من أرباب العائلات أخذت بعدا آخر، لأن بعضهم أقدم على الرمي بنفسه في الطريق المحاذي للبوابة الرئيسية لمقر الدائرة، محملين مسؤولي هذه الهيئة الإدارية العواقب المترتبة عن رفض التفاوض مع ممثلين عن المحتجين، لأن مطلبهم الوحيد ينحصر في التعجيل بالإفراج عن قائمة المستفيدين من حصة 1960 وحدة سكنية ذات طابع إجتماعي إيجاري أنجزت بضواحي بلديتي عنابة و سيرايدي. هذا قبل أن تتدخل قوات الأمن على جناح السرعة، لتعلن حالة طوارئ من أجل التحكم في الوضع، سيما و أن بعض المحتجين حاولوا إقتحام البوابة الرئيسية لمقر الدائرة،مما جعل الوحدات الأمنية تبادر إلى شل حركة المرور و التنقل عبر المسلك المحاذي للمدخل الرئيسي للدائرة، تجنبا لأي إنزلاق جديد للوضع، مع تفريق المحتجين الذين حاول العشرات منهم الدخول في مشادات مع قوات الشرطة، و ذلك بالرشق بالحجارة. و في سياق متصل قررت السلطات الولائية بعنابة إتخاذ جملة من الإجراءات الإستثنائية تقضي بتعزيز تواجد قوات الأمن على مستوى التجمعات السكنية التي تنتظر التوزيع في أقرب الآجال، و هذا من أجل تضييق الخناق على العشرات من أرباب العائلات و الذين بادروا إلى إقتحام شقق شاغرة، على خلفية الإنهيارات الأرضية التي سجلت نهاية الأسبوع بضاحية سيدي حرب، كما أن 49 وحدة سكنية إجتماعية تم إحتلالها منذ أسبوعين ببلدية برحال من طرف عائلات، لكنها سرعان ما لجأت إلى إخلاء السكنات المقتحمة بعد تدخل السلطات المحلية، و تلقي الضمانات الكافية من رئيس الدائرة، من دون تدخل القوة العمومية.