بدت مخاوف الجماهير المصرية كبيرة بشأن مباراة الجولة القادمة من التصفيات المزدوجة والمؤهلة لأمم إفريقيا وكأس العالم 2010، لا سيما بعد التصريحات السابقة للناخب الوطني رابح سعدان والتي ذرف بعدها دموع الخوف مطالبا الاتحادية الجزائرية بتوفير الحماية اللازمة لعائلته خلال مباراة الجزائر مصر لتفادي السيناريو الذي عاشه بعد إقصاء الخضر من مونديال 1986. طالبت الجماهير المصرية اتحاد الكرة المصري بتقديم طلب رسمي للاتحاد الدولي بمراقبة مباراة الجزائر مصر منذ وصول منتخب مصر إلى الجزائر وحتى العودة من هناك، لاسيما أن دموع المدير الفني لمنتخب الجزائر وهو يطلب الحماية من أمن بلاده على حياته وحياة عائلته في حالة الخسارة من منتخب مصر، فهذا يعني أننا ذاهبون إلى شيء أكبر من مباراة في كرة القدم'' أكد هيثم نبيل في مقاله على موقع يلا كورة. وقد أضاف قائلا: ''أن تكون الجزائر متحفزة بهذا الشكل غير المبرر لمواجهة مصر بهذه العصبية فهذا أمر يمكن أن نتقبله إذا توقفت الأمور عند مباراة في كرة القدم ولكنها تعدتها إلى مسائل أخرى جعلت بعض مستخدمي الإنترنت من الجزائريين يرسمون علم مصر وعلم ما يسمى بإسرائيل على أنهما دولة واحدة ليطلقوا علينا اسم (مصرائيل) فهذا أمر لا يمكن السكوت عليه حتى ولو كان على منتديات للجماهير. أن تحشد الجزائر كل جماهيرها بهذا الشكل المبالغ فيه من أجل مباراة في كرة القدم فهذا يعني أننا لن نستطيع السيطرة على هذه الجماهير في المباراة ولا نضمن ما يمكن أن تسفر عنه المواجهة المرتقبة بين فريقين من المفترض أنهما عربيان. ولذلك فإنه من غير المقبول أن يخرج علينا مسؤول مصري ليقول لنا إن الأمور عادية وإن المباراة مباراة عادية لأنها ليست كذلك شئنا أم أبينا. فالجزائر متحفزة ونحن أيضا متحفزون، ولأننا لدغنا من جحر الجزائر من قبل في تصفيات كأس العالم قبل الماضية فلا يمكن أن نلدغ من الجحر نفسه مرة أخرى، خاصة وأن الجزائر هذه المرة لديها فرصة كبيرة للتأهل بينما في المرة السابقة لم يكن لديها أي فرصة، وكل ما كانت ترجوه هو أن تخرج مصر من تصفيات كأس العالم .. وقد كان. أما بشأن الكلام الإنشائي الذي نتشدق به، وحكاية أن أي فريق عربي يصعد سيجعلنا جميعاً كعرب في غاية السعادة فهذا لا يحدث إلا في المدينة الفاضلة وهي لم تخلق على وجه الأرض حتى الآن.. فرجاءً تعاملوا مع الأمور بجدية. المطلوب من اتحاد الكرة المصري تقديم طلب رسمي للاتحاد الدولي لمراقبة المباراة مراقبة دقيقة جداً منذ وصول منتخب مصر إلى الجزائر ثم عودته، مع التأكيد في هذا الطلب على أن المنتخب المصري سوف ينسحب من المباراة إذا تمت الإساءة له أو تعرض لأي مشكلة في الملعب أو خارجه من جانب الجماهير الجزائرية. كما يجب أن نؤكد أن منتخبنا سوف ينسحب من المباراة فورا إذا ما تمت الإساءة إلى سمعة مصر أو اسمها أثناء أو قبل المباراة أو أثناء السلام الوطني لمنتخب مصر.. وهو أمر متوقع للغاية'' ختمت تصريحاتها على موقع يلا كورة. بين هذا وذاك يبقى الميدان الفاصل بين المنتخبين، لا سيما أن الأمر يتعلق بمباراة كرة القدم ليس إلا، ولا ينبغي أن نمنح الأمور أكثر مما تستحق أو بالأحرى المبالغة في وصف الأمور لاسيما أن العلاقة بين البلدين كانت ولا تزال طيبة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتأثر. كما سيحرص مسؤولو الكرة الجزائرية هلى إنجاح هذا العرس الكروي الكبير الذي سيوطد العلاقة أكثر فأكثر بين المنتخبين، أما عن الفائز الأكبر في هذه المباراة فسيكون حتما الروح الرياضية. جدير ذكره أن المنتخب الوطني يواصل تحضيراته بفرنسا تحسبا لهذه المواجهة الواعدة وقد يطوي صفحات التحضيرات يوم الخميس المقبل للعودة إلى أرض الوطن حيث سيحاول الناخب الوطني رابح سعدان وضع آخر اللمسات قبل موقعة الأحد التي نأمل في أن تسير في روح رياضية والفوز سيكون للأحسن.