عاد مجددا ملف المد الشيعي بولاية وهران في ظل انتشار العديد من الأخبار التي تؤكد أن نشطاء بارزين لهذا المذهب الديني ''المخفي عن الأنظار'' قرروا نقل أنشطتهم خارج النسيج العمراني للمدينة باتجاه منطقة كوشة الجير التي تحصي عددا كبيرا من السكنات القصديرية. وحسب معلومات موثوقة توصلت إليها ''البلاد'' من مصادر على دراية بهذا الملف، فإن أنصار المذهب المذكور قرروا الدخول في مرحلة أكثر تنظيما من سابقاتها بعدما حولوا أحد المساجد الموجودة بكوشة الجير إلى شبه مرجعية لجميع أتباع المذهب الشيعي وعينوا على رأسه إطار برتبة مهندس يعمل بمؤسسة سوناطراك سبق له وأن قضى سنة كاملة بإيران. فيما لاحظت العديد من الجهات المتابعة لملف المد الشيعي بعاصمة الغرب الجزائري الذي اخذ في الانتشار منذ حوالي 4 سنوات اختفاء ''غامضا'' لأبرز أنصاره الذين كانوا ينشطون خلسة ببعض المساجد بولاية وهران، خاصة بحي السلام (سان تيبار) قبل أن تتأكد ذات الجهات من تحويل هؤلاء العناصر لنشاطهم نحو جهة لم تكن البتة مطروحة في الاحتمالات القائمة بشأن تحركات مناصري المد الشيعي. واعتمادا على مصادر ''البلاد'' فإنه يبدو أن مؤطري الحركة الشيعية انزعجوا كثيرا من تلك الإسقاطات الإعلامية التي تناولت نشاطهم بعاصمة الغرب الجزائري منذ حوالي أزيد من سنة خاصة بجريدة البلاد، ما جعلهم -تضيف ذات المصادر- يلجأون إلى بديل آخر يمكنهم من تجاوز هذا الضغط المتزامن كذلك مع المجابهة الفكرية مع أتباع التيار السلفي في مساجد عديدة لأنصار المذهب الشيعي وتؤكد مصادر '' البلاد'' أن هذا التيار يكون قد أرسى نشاطه على قواعد مخالفة لسابقاتها، حيث قرر المشرفون عليه بولاية وهران الشروع في استحداث آليات تنظيمية جديدة تمكن نشاطهم من الاستمرار والتغلغل أكثر في أوساط النخب ومختلف التشكيلات بغية كسب المزيد من الأتباع، حيث تشير هذه المصادر إلى أن نشاط التيار الشيعي أضحى مركزا هذه الأيام على أحد المساجد يقع بمنطقة كوشة الجير في الضاحية الغربية لمدينة وهران التي يغلب عليها الطابع القصديري، وهي نفس الحقائق التي تؤكدها شهادات العديد من مواطني المنطقة الذين لاحظوا بعض الطقوس البعيدة عن ممارسات أهل السنة والجماعة، خاصة ما يتعلق ببعض الأذكار المستحبة عند الشيعة، وتركيزهم على قضية الإمامة، أو ما يعرف بالإمام المهدي المنتظر. وفي السياق ذاته، كشفت مصادر ''البلاد'' أن إطارا بمؤسسة سوناطراك برتبة مهندس دولة سبق له الإقامة بمدينة قم الإيرانية التي تمثل المركز الروحي والنظري لمختلف التيارات المنضوية تحت لواء المذهب الشيعي، هو المكلف بالإشراف على إعادة تنشيط وإحياء المد الشيعي بعاصمة الغرب الجزائري. مع العلم أن أحد إخوة الإطار المذكور سبق له الالتحاق بإحدى الجماعات الإرهابية قبل أن يستفيد من تدابير المصالحة الوطنية، وينخرط في النشاط التجاري بأحد المحلات الواقعة بمدينة حاسي بونيف. وكان مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية وهران قد كذّب في العديد من المرات السابقة وجود ما يسمى بالمد الشيعي، مؤكدا في أحد تصريحاته أن جميع المساجد المعترف بها بعاصمة الغرب الجزائري خاضعة لتعاليم وفقه المذهب المالكي الذي تتبناه الدولة الجزائرية رسميا، وهو الأمر الذي يبدو غير متطابق إلى حد بعيد مع حقيقة تواجد مخفي عن الأنظار يحركه العديد من الأنصار الذين اعتنقوا هذا التيار منذ وقت ليس ببعيد، خاصة في الفترة التي بزغ خلالها حزب الله اللبناني وحقق خلالها انتصار سياسيا وعسكريا عجزت عن تحقيقه العديد من الأنظمة العربية، ويبدو أنه الأمر الذي زاد من شعبية هذا المذهب. يذكر أن شيعة الجزائر، ومن بينهم الناشطون بعاصمة الغرب الجزائري لم يتخلفوا عن الرد، وبشكل عنيف، على مجموعة من المواضيع تطرقت إليها جريدة البلاد في وقت سابق بعدما أزعجتهم بعض مواضيعها التي أخذت بعدا حتى في الصحافة العالمية، حيث خصص الصحفي المعروف حمدي قنديل جزء من حصته المشهورة التي تعرض بقناة ''أبو ظبي'' للملف التي تناولته ''البلاد'' بخصوص شيعة وهران بداية سنة .2007