إذا صحت الأخبار القائلة إن أميردولة قطر غادر موريتانيا مغضوبا عليه وهذا بعد أن صده مولاها الجنرال عبد العزيز، فإن ذلك يعد خطأ ديب (وذيب) لوماسي لايغتفر كما أنه موقف غير محسوب ومقدرا قطر التي يصفها البعض بأنها عبارة عن حاملة طائرة تقله في الأرض والسكان متهمة بأنها المحرضة على الثورات العربية التي أيقظت مضاجع الحكام، بمن فيهم من يعتقدون بأنهم في أمن وأمان ووئام وسلام! وهي مهمة تتم بواسطة قوة المال باعتبار أن وزن الإمارة ترابا وماء يعادل وزنها ذهبا، وبواسطة الجزيرة التي تمثل ذراعها الطويل! وعندما تروج أخبار مفادها أن ولد عبد العزيز (وأبوه) قام بتوبيخ الأمير حمد آل ثاني بعد أن نصحه هذا الأخير بإجراء انفتاح حقيقي وإصلاحات سياسية جادة يمكنها أن تجنب البلاد شر ما حدث في بلدان أخرى، يكون مثل هذا النوع من الردود على ناصح جاء يقرئه السلام ليس بردا وسلاما! ليس فقط لأن قطر سوف تغرف من الإستثمار في بلد الحوت ومافيها وأرض الحديد والغبار! وإنما لكون قطر بحكم دورها المتصاعد مقارنة بالسعودية أو مصر يمكن أن تنفع وتضرّ في الحالتين كالرجل الحرّ! فثورة تونس التي أطاحت بالنظام أثبت أن السعودية وليست فرنسا هي التي استقبلت الرئيس المخلوع بن علي وزوجته، لكن قطر وفي عملية تبادل للأدوار هي من استقبلت آل العائلة الحاكمة من الطرابلسية وشيبوب ومنحتهم الجنسية أيضا بعد أن أصبحوا من أثرياء القوم وأودعوا هناك ما يكفيهم لكي يعيشوا كالداي دهرا زائد شهر!· ومادام أن ولد عبد العزيز كغيره من الجنرالات يستعلي ويتكبر وهو معلق بجلباب فافا باعتباره خماسا عندها في محاربة الإرهاب بالنيابة، وهو لايريد أن يستمع لنصائح الغير، وإن كانت فيها خيره، فإن ذلك يجعله يغلق الباب على نفسه بعد أن اتخذ طريقا بلا عودة! وهو أمر في غاية الخطورة إن جاء يوما أمره فتكسر أو إندثر وقس عليه كل حاكم من طينته بنفس الطريقة يفكر وبنفس الأسلوب يسوس الناس وهو غير متذمر! وهذا بعد أن صار الأسلوب الأمثل لكل هؤلاء التفكير في طريق العودة أو طريق الهربة والاستقرار الأمني وهذا عمل سبقه جهد كبير في تحويل الأموال لتلك المقاصد المحتملة كما أوردتها أكثر الأخبار التي تداولت أنباء وجوه مغاربة مثلا نسبة إلى المغرب الكبير ممن قامت بتحويل أموال طائلة استرعت انتباه بنوك الخليج فوضعتها تحت الأنظار في الانتظار!·