حملت 3 عائلة تقطن بالبيوت القصديرية بطريق ”المستواة” ببلدية بلوزداد الوالي المنتدب لدائرة حسين داي مسؤولية أي مكروه يصيب أفراد عائلاتهم، في حالة انهيار البيوت القصديرية التي يسكنوها منذ ما يزيد على العشرين سنة فوق رؤوسهم· قال ممثل العائلات جديدي محمد إنهم يعيشون وأبناءهم حالة رعب حقيقية، نتيجة الانهيارات والتصدعات الكبيرة التي تعرفها البيوت الهشة التي يسكنونها، مشيرا إلى أنهم ينامون ويستيقظون على هاجس الانهيار· وقد استاءت العائلات لما أسموه إهمال السلطات المعنية لوضعيتهم التي باتت لا تحتمل التعجيل، لاسيما مع دخول فصل الشتاء، وتنبيها للسلطات المعنية منها الوالي المنتدب الجديد لمقاطعة حسين داي، بالمخاطر الجمة التي تتهددهم وأبناءهم يوميا، بعدما يئسوا من وعود الوالي المنتدب السابق، مؤكدين أنهم في كل ليلة ومع سقوط أول قطرات المطر يسكن الرعب نفوس العائلات، ويسلمون أمرهم لله في انتظار سقوط المباني على رؤوسهم· وعن المعاناة الحقيقية التي تعيشها العائلات، منها تشققات وتصدعات في جدران وأسقف المنازل، وأي منازل، مجرد بيت صغير من الحطب والقصدير، والأكثر من ذلك أنه بالرغم من هشاشة البنايات إلا أن الضيق والحاجة أدت بالسكان إلى بناء بيوت قصديرية فوق البيوت القصديرية وهو ما زاد من درجة الخطر، وتعيش العائلات على هاجس الانهيار والموت المحدق بهم· وقال ممثل العائلات جديدي محمد إن العائلات تسكن المكان منذ ما يزيد على 20 سنة خلت، وقد قدمنا شكوانا واحتجاجاتنا إلى السلطات المعنية سواء رئيس البلدية أو الوالي المنتدب أو والي العاصمة بطرق قانونية وحضارية، آملين في التفاتة منها لوضعيتنا المزرية، ولم نجن من ذلك إلا الوعود الكاذبة، والتعجيل بترحلينا، إلا أن العائلات اليوم يئست وسئمت الوعد الكاذبة، وقررت أن تسمع صوتها إلى السلطات العليا بكل الطرق المتاحة· والتقينا عجوزا تقارب 73 سنة تسكن بالحي منذ 20 سنة، تقدمت إلينا بخطى متثاقلة، قائلة إن سني الطاعن، وزوجي الشهيد لم يشفعا لي عند السلطات المعنية في الحصول على سكن لائق يؤويني وأبنائي الأربعة من حر الصيف وقر الشتاء، وأضافت أنا أرملة شهيد أعيش في هذه ”الميزيرية” وسط الفئران: ”حالتنا لا تحتمل التأجيل، قد نموت في أي لحظة، لماذا لا تتحرك السلطات، هل تنتظر انهيار الأسقف على رؤسنا؟ عندما يقع الفأس على الرأس لا ينفع يومها بكاء ولا عويل”· أما محمد جديدي ممثل العائلات فهو يعيش وأربعة من أبنائه في غرفة ضيقة، لا تسع حتى لفرد واحد، مشيرا إلى أنه يضطر إلى ”إرسال” اثنين من أبنائه للنوم عند الجيران، حتى يتسنى له فسح مكان لأخواتهم· ونظرا للمعاناة التي يعيشها السكان ناشدوا الوالي المنتدب الجديد، ووالي ولاية الجزائر النظر بكل جدية في المخاطر التي تحدق بهم، والتعجيل بترحيلهم قبل أن يخطفهم الموت، خاتمين كلامهم: ”أنقذونا قبل أن تفقدونا”·