حملت 03 عائلة تقطن بالبيوت القصديرية بطريق ''المستواة'' ببلدية بلوزداد الوالي المنتدب لدائرة حسين داي مسؤولية أي مكروه يصيب أفراد عائلاتهم، في حالة انهيار البيوت القصديرية التي يسكنوها منذ ما يزيد عن العشرين سنة فوق رؤوسهم، وقال ممثل العائلات السيد جديدي محمد أنهم يعيشون وأبناءهم حالة رعب حقيقية، نتيجة الانهيارات والتصدعات الكبيرة التي تعرفها البيوت الهشة التي يسكنوها، مشيرا إلى أنهم ينامون ويستيقظون على هاجس الانهيار· $ وقد استاءت العائلات لما أسموه اهمال السلطات المعنية لوضعيتهم التي باتت لا تحتمل التعجيل، سيما مع دخول فصل الشتاء، وتنبيها للسلطات المعنية منها الوالي المنتدب الجديد لمقاطعة حسين داي، بالمخاطر الجمة التي تتهددهم وأبنائهم يوميا، بعدما يئسوا من الوعود الخالية من التجسيد من طرف الوالي المنتدب السابق، مؤكدين أنهم في كل ليلة ومع سقوط أول قطرات المطر يسكن الرعب نفوس العائلات، ويسلمون أمرهم لله انتظار سقوط المباني على رؤوسهم· وقد تنقلت ''السياسي'' إلى عين المكان، وعاينت عن قرب المعاناة الحقيقية التي تعيشها العائلات، تشققات وتصدعات في جدران وأسقف المنازل، وأي منازل، مجرد بيت صغير من الحطب والقصدير، والأكثر من ذلك أنه بالرغم من هشاشة البنايات إلا أن الضيق والحاجة أدت بالسكان إلى بناء بيوت قصديرية فوق البيوت القصديرية وهو ما زاد من درجة الخطر، وتعيش العائلات على هاجس الانهيار والموت المحدق بهم· وقال ممثل العائلات جديدي محمد أن العائلات تسكن المكان منذ ما يزيد عن 02 سنة خلت، وقد قدمنا شكوانا واحتجاجاتنا إلى السلطات المعنية سواء رئيس البلدية او الوالي المنتدب أو والي العاصمة بطرق قانونية وحضارية، آملين في التفاتة منها لوضعيتنا المزرية، ولم نجن من ذلك إلى الوعود الكاذبة، والطمأنة بالتعجيل في ترحلينا، إلا أن العائلات اليوم يئست وسئمت من الوعد الكاذبة، وقررت أن تسمع صوتها إلى السلطات العليا بكل الطرق المتاحة· والتقينا عجوز أرملة شهيد تقارب 37 سنة تسكن بالحي منذ 02 سنة، تقدمت إلينا بخطى متثاقلة، قائلة أن سني الطاعن، وزوجي الشهيد لم يشفعا لي عند السلطات المعنية في الحصول على سكن لائق يأويني وأبنائي الأربعة من حر الصيف وقر الشتاء، وأضافت أن أرملة شهيد أعيش في هذه ''الميزيرية'' وسط الفئران والجرذان وكل أنواع الحشرات الضارة، وقد طرقت كل الأبواب، لكن دون جدوى، وراحت العجوز تحكي معاناتها مع السكن خلال العشرين سنة مضت والدموع تملأ جفنيها، واختصرت كلامها: ''بعد معاناة مريرة مع المستعمر الفرنسي، تعذيب وتشريد وخوف وترميل، ألا أستحق بعد ذلك سكنا لائقا في بلدي''·ومن جهتها دعتنا ربت عائلة مصرة على الدخول إلى بيتها للوقف على المعاناة التي تعيشها وأبنائها في البيت الوحيد الذي تملكه، قائلة: '' أسكن مع زوجي وستة من أبنائي في هذه الغرفة إن صح تسميتها بالغرفة، انظر إلى التشققات والتصدعات، لسنا أحياء، نعيش على استقبال الموت وفي كل لحظة'' وأضافت المتحدثة: ''حالتنا لا تحتمل التأجيل، قد نموت في أي لحظة، لماذا لا تتحرك السلطات، هل تنتظر انهيار الأسقف على رؤوسنا؟ عندما يقع الفأس على الرأس لا ينفع يومها بكاء ولا عويل''· اما محمد جديدي ممثل العائلات فهو يعيش وأربعة أبنائه في غرفة ضيقة، لا تسع حتى لفرد واحد، مشيرا إلى أنه يضطر إلى ''ارسال'' اثنان من أبنائه للنوم عند الجيران، حتى يتسنى له فسح مكان لأخواتهم·
ونظرا للمعاناة التي يعشها السكان ناشدوا كل من الوالي المنتدب الجديد، وكذا والي ولاية الجزائر للنظر بكل جدية للمخاطر التي تحدق بهم، والتعجيل في ترحيلهم قبل أن يخطفهم الموت،خاتمين كلامهم: ''أنقذونا قبل أن تفقدونا''·