تجددت أمس المواجهات العسكرية الدامية في القسم المالي من مدينة تيزاواتين، على الحدود الجزائر، بين متمردين توارف من ”الحركة الوطنية الأزاودية” ووحدات من الجيش المالي، في وقت أعلنت فيه الجزائر استعدادها لمواجهة ”كارثة إنسانية” على الحدود بتكليف الهلال الأحمر الجزائري بنصب خيام تحسبا لموجة نزوح كبيرة للسكان في اتجاه الحدود الجزائرية· ونقلت مصادر إعلامية غربية، عن وزير الدفاع وشؤون المحاربين القدامى لمالي قوله ”الاشتباكات اندلعت حوالي الساعة الخامسة صباح أمس واستمر القتال عدة ساعات دون تسجيل أية خسائر بشرية”· وتزامنت تلك التصريحات الرسمية مع معلومات تناقلتها وكالات الأنباء لمراسليها في مالي، أنه سمع دوي أسلحة ثقيلة في بلدة كيدال الواقعة شمالا دلالة على أن التمرد الذي يقوده التوارف يقترب من أهم هدف له حتى الآن خلال أسبوعين من الاشتباكات· وقالت مصادر من التوارف إن الهجوم بدأ بالفعل، وأضاف ”سنستولي على القاعدتين العسكريتين ونحتل البلدة·” لكن مصادر عسكرية في كيدال والعاصمة باماكو قالت إن دوي إطلاق النار صادر عن وحدات عسكرية تتصدى لهجوم المتمردين في أعقاب هجوم الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تسعى للاستقلال عن مالي في مناطق شمال البلاد الصحراوية· وفي هذا الصدد، أوضح ضابط كبير أن هذه المواجهات لم تحدث منذ سنوات التسعينيات، مضيفا أن منطقة كيدال شبه ميتة حيث أغلقت المدارس· وأحدثت هذه الحرب الدائرة بين الطرفين حالات من الرعب لدى السكان الأصليين الذين لم يجدوا إلا الفرار من المنطقة باتجاه الدول المجارة· وأفادت المصادر بأن عمليات الفرار قد شملت التوارف خشية التعرض لعمليات انتقامية بعد المظاهرات التي وقعت الأسبوع الماضي·