قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إغلاق أبواب المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالحراش في وجه الناجحين في امتحان البكالوريا هذه السنة، وذلك بموجب أمرية وزارية أصدرتها مصالح رشيد حراوبية تحدد شروط الالتحاق بعميدة مدارس تخريج المهندسين في الجزائر منذ الاستقلال بإجراء مسابقة بعد النجاح في سنتين تحضيريتين بجامعات أخرى بعدما تقرر تحويل المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات إلى المدرسة الوطنية العليا المتعددة التقنيات. وذلك في إطار الإصلاحات الجديدة التي تخضع لها الجامعة الجزائرية منذ السنوات الأخيرة، وكذا الاتجاه نحو إنشاء عدة مدارس عليا في الفروع المختلفة مطلع السنة الجامعية المقبلة. من جهتها فإن إدارة المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات أكدت خبر التحول في بيان أصدرته أول أمس جراء الاحتجاج الكبير في أوساط الأساتذة الذين تعددت تفسيراتهم لخلفيات القرار المفاجئ خوفا مما تخفيه أبعاده إلا أنهم أجمعوا على استنكار ورفضه في إطار حركات احتجاجية واعتصامات نظموها في حرم المدرسة خاصة في ظل السمعة الجيدة التي تحظى بها المدرسة بالنظر لنوعية الطلبة الذين يلتحقون بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات ومؤهلاتهم العلمية، إذ يعتبرون من نخبة الثانويين فضلا عن الاعتراف الدولي بالشهادات الممنوحة لهؤلاء. يأتي قرار إغلاق أبواب المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات في وجه الناجحين الجدد في امتحان شهادة البكالوريا برأي العديد من أساتذة المدرسة استكمالا لسيناريو إلغاء الثانوية المتعددة التقنيات ومن ثم بكالوريا التقني، وهو القرار الذي كان قد أثار موجة من الاحتجاجات في الأوساط التربوية ولكن دون جدوى استنكارا للأبعاد الخطيرة التي قد تنجر مستقبلا عن قرار من هذا القبيل بحيث لم يتردد آنذاك أساتذة الثانوية التقنية في التحذير من الوصول إلى مرحلة يعزّ فيها العثور على مهندس عكس باقي الدول الأخرى التي تولي اهتماما بالغا للدراسات التقنية والتكنولوجية. وبعض أساتذة المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات إلى حد اتهام جهات، لم يحددوها بالمناورة للقضاء على مستقبل أحد أكبر المعاهد الجزائرية الذي يزخر بعدد المهندسين الذين تخرجوا من هذا المعهد الذي أسس سنة 62على يد جزائريين بعدما كان مسيرا من قبل الاستعمار منذ سنة 1920تاريخ إنشاء المدرسة. فيما اعتبر البروفيسور شمس الدين شيتور القرار تراجعا عن مكاسب كبيرة حققتها المدرسة للجزائر خاصة وأنها تكوّن آلاف المهندسين في أكثر من 10تخصصات حيوية، كما تنقاش بالمدرسة سنويا أكثر من مائة أطروحة دكتوراه دولة في السنة.