لا يزال مجال الكتاب والنشر والترجمة يطرح العديد من التساؤلات والنقاشات كونه يشكل، وفق رأي كثير من المراقبين، أساس أي تنمية وثقافة· وضمن هذا الإطار، اعتبر المشاركون في الملتقى الوطني الذي نظمته مديرية الثقافة بعنابة مساء أول أمس، في إطار المعرض الوطني للكتاب ”بونة للكتاب والفنون”، أن اللغة العربية ما تزال محصورة في خانة اللغات الأجنبية، الأمر الذي يشكل خطرا على عملية التعريب التي تسعى الجزائر لانتهاجها وتطبيق برامجها· وصنف بعض الناشرين، الناشر بالجزائر إلى ثلاثة أصناف؛ الأول يقوم باستيراد الكتاب وبيعه، والثاني يقوم بطبع بعض الإصدارات لبعض الكتاب، فيما يطبع الأخير مؤلفات كتاب جزائريين· أما المشكل المطروح وفق المشاركين في التظاهرة فهو التذبذب في عملية توزيع الكتاب على المستوى الوطني· وهنا، رأى رئيس الغرفة الجهوية للمترجمين الرسميين لناحية الشرق لزهر بوسالم في تقديمه لموضوع ”مقاييس تقييم وتقويم الترجمة”؛ أن هذه الأخيرة خيانة للنص الأصلي وهو يحبذ استعمال كلمة ناقل للتعبير عن المترجم، مضيفا أن اللغة أكثر من ضرورية في عملية الترجمة، وعليه يتوقف تقييم النص المترجم على معايير متعلقة أساسا باللغة ومتصلة بقواعدها· كما تعتمد عملية التقييم، حسب المتحدث، على معاينة مخطط المصطلحات الذي اعتمده المترجم، إلى جانب حضور عنصر الإبداع شرط عدم مخالفة المعنى· من جهته، قال الأستاذ محمد طبي من جامعة الجزائر ”إننا متأخرون كثيرا في احتواء مسألة الترجمة، وذلك بحكم الصعوبة في وضع مقابلات الاصطلاحات الأجنبية باللغة العربية، وهو عمل صعب ويخضع للمتابعة والاستمرار”، موضحا خلال مداخلته حول ”الترجمة التقنية وكيفية وضع الاصطلاحات”، أنه أصبح من الضروري إصلاح اللغة العربية مما سيتيح اصطلاحات أخرى تصلح لبناء المجتمع والدولة معا· من ناحية أخرى، لا تزال الترجمة في الجزائر، وفق رأي متتبعين، دون المأمول، وذلك رغم استحداث معهد متخصص في هذا المجال، حيث، قالت مديرته إنعام بيوض في تصريحات سابقة، ”يجب أن نعلم أن المشكلة لا تتعلق بالترجمة من وإلى العربية، بل المشكلة الحقيقية إيديولوجية تتعلق بما يجب أو لا يجب ترجمته، لأن المترجم، حين يترجم، يساهم في نقل المعارف من شعب إلى آخر، ومن أمة إلى أخرى· ويعني هذا، حسبا، أنه ينقل ثقافة وعلما معبر عليهما بكلمات وجمل، مضيفة أن نقل المترجم لثقافة أجنبية كالأدب والدين وغيرهما من لغة الشعوب أو الأمم الأخرى إلى لغة شعبه أو أمته قد تكون محطمة للكيان الفكري والثقافي لأمته، أما نقله للعلوم من اكتشافات واختراعات فإنه يساعد على مسايرة شعبه وأمته مع متطلبات الحياة·