أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، أمس، النظر في قضية خمسة مغاربة متهمين بمحاولة الالتحاق بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى الدورة الجنائية المقبلة، بسبب غياب دفاع بعض المتهمين. وقالت مصادر قضائية تشتغل على الملف أن الأجهزة الأمنية الجزائرية اعتقلت المتهمين الخمسة على مرحلتين، حيث تم توقيف ثلاثة منهم بالحدود الجزائرية المغربية وبالضبط بمغنية في 1 أفريل من سنة 2008بأحد المقاهي، حيث كانوا بصدد انتظار شخص ليصطحبهم إلى معاقل الجماعات الإرهابية. أما المجموعة الثانية والمتكونة من متهمين اثنين فتم توقيفهما بولايتي وهران وبومرداس . وتشير تحقيقات نهائية توجه اثنين منهم من وهران مباشرة نحو الجزائر العاصمة، ثم نحو بومرداس مباشرة. ولفتت تحركات المشبوهين المغاربة قبل إلقاء القبض عليهم، انتباه مصالح الأمن بحكم توجههم إلى عدد من المساجد وقضاء ليالي فيها بدل فنادق، وزاد من شبهة المجموعة تنقلها من بومرداس إلى تيزي وزو، ثم إلى بجاية وبعدها عادوا إلى تيزي وزو، حيث تم إلقاء القبض عليهم. واستفيد من التحقيقات أن رحلة المغاربة عبر الولايات الثلاثة كانت بحثا عن ''موقع الجماعات الجهادية'' على حد وصفهم لإمام أحد المساجد، لكن التحقيق مع المشبوهين جعلهم يقدمون رواية أخرى، تتعلق بأن مقصدهم من دخول الجزائر هو الوصول إلى الولاياتالشرقية بغرض الهجرة السرية إلى إيطاليا. وقد شكك المحققون في تصريحات المتهمين، على أساس تفضيلهم قطع آلاف الكيلومترات برا نحو الشرق الجزائري قبل ''الحرفة'' بدل التوجه مباشرة إلى إسبانيا من الأراضي المغربية القريبة من هناك. وفسر المغاربة توجههم إلى تيزي وزو برغبة منظم عملية الهجرة السرية، وهو أحد أعضاء شبكة ترتبط مع أخرى في الأراضي المغربية، في نقل عدد من الشباب من المنطقة دفعوا أقساطا لرحلة ''الحرفة'' من عنابة أو الطارف، إلا أن رواية الثلاثة الآخرين لم تتقاطع مع البقية بحكم اعترافات بدخولهم الجزائر بغرض ''الجهاد''، ومنهم من تحدث عن تنسيق ''مغاربي'' معروف بين شبكات السلفية الجهادية في الجزائر والمغرب ضمن مخطط توسيع نشاط فرع ''القاعدة'' في شمال القارة الإفريقية. ويعتبر الملف الثاني من نوعه في قضايا إرهاب لعناصر مغاربة، بعد ملف مغربي أدين ب10 سنوات في اليوم الأول من الدورة الجارية، وموريتاني أدين ب5 سنوات في ملف ارتبط ب''إمارة الصحراء'' في التنظيم تحت دعوى ''الالتحاق بالقتال في العراق''. ويعتقد أن من بين الخمسة، من ينحدرون من أحياء فقيرة ببني مكادة قرب مدينة طنجة الشمالية. ومع ذلك فإن تقديرات تشير إلى تناقص في حجم التجنيد المغاربي ل ''العنصر الأجنبي''، وقد سبق أن أفاد مصعب أبو داوود، أمير الصحراء قبل تسليم نفسه للسلطات، أن حملة انسحاب واسعة في صفوف تنظيم السلفية، من بينهم تونسيون ومغاربة سعوا للالتحاق بتنظيم السلفية، لكنهم اكتشفوا أنهم لم يكونوا يدركوا حقيقة العمل المسلح ووجود ملاحقات وضغط ومخاطر''. وذكر أبو داوود فور تسليم نفسه ''أن أجانب أبلغوني أنهم تجندوا بناء على الأشرطة والأناشيد، وتراجع البعض منهم الذين دخلوا من المنطقة التاسعة (الصحراء)، لكن هناك محاصرين في المنطقة الخامسة''.