في مبادرة فريدة من نوعها ليست على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الوطني كذلك، استغل رجل أعمال معروف بأعماله الخيرية بالمنطقة صبيحة يوم الجمعة كعيد للمسلمين، ليبارك لأسر الفقيرة التي تم ترحيلها مؤخرا من البنايات الفوضوية بالجلفة التي بلغ تعدادها 1800 أسرة بطريقته الخاصة، حيث ذبح 4 عجول كبيرة و30 رأس غنم، استفاد من لحومها السكان الجدد، وذلك في ”عادة” قديمة متوارثة بمنطقة الجلفة حيث كان الأوائل من النوائل يقدمون العشاء للجار الجديد، وهي العادة التي قام رجل الأعمال هذا بإحيائها، ولكن بشكل تجاوز الكرم المعهود· وهو ما دفع ”كريم” الجمعة كما أطلق عليه السكان للتبرع للقاطنين الجدد بتكلفة بناء مسجد للحي·· من جهة أخرى، فوجئ السكان الجدد ببحرارة، بالسكنات النموذجية التي استفادوا منها خلال عملية الترحيل التي جرت في الأسبوع الفارط، حيث تتوفر السكنات على كل وسائل الحياة من غاز وكهرباء وماء وتهيئة عمومية، وهو ما أدى بمجموعات منهم لإبلاغ والي الولاية شكرهم وامتنانهم على وفائه بعهده، حين تعهد بأنه لن ينقل المواطنين إلا إلى سكنات جاهزة توفر الكرامة لقاطنيها· مع التذكير أن عملية التوزيع التي كانت رهانا ولغما حقيقيا، رفعت من أسهم الوالي في المجال الاجتماعي كشخصية استطاعت أن توزع في ظرف يومين ما يقارب 1800 سكن دون ارتجاجات اجتماعية أو تداعيات، عكس بعض الولايات التي فجرتها ”كوطات” لا تتجاوز المائة سكن، لكن بالجلفة فإن السلطات المحلية نجحت في أكبر عملية ترحيل دون حوادث تذكر، للعلم أن تعليمات حكومية أمرت الولاة بتجميد عمليات توزيع السكنات إلى ما بعد الانتخابات، إلا أنه بالجلفة ذكرت مصادر ل”البلاد” أن والي الولاية تحمل مسؤوليته أمام وزارة الداخلية ورفع التحدي بمرور العملية دون ارتدادات على مسؤوليته الشخصية وهو ما حصل، حيث فاز الوالي بالرهان ليثمن أحد رجال الأعمال المعروفين بالمنطقة نجاحه، ويجعل من ليلة الجمعة الفارطة وليمة فرح للسكان···