إجرام المرأة من الظواهر التي برزت في الآونة الأخيرة على الساحة الاجتماعية، إلا أنها لم تعط حقها من الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة، فعادة ما كان يوصف الإجرام بأنه نتاج ”ذكر خارج عن القانون” ولم يكن يتصور أحدا أن تدخل المرأة الإجرام من بابه الواسع، فبعدما كانت في عدة مرات الضحية وظلت ولاتزالت منظمات حقوقية تطالب بإنصافها، لم يحق للرجل أن تطالب أي جمعية بإنصافه من إجرام المرأة، ···· هذا الواقع يؤكده ما يجري في المحاكم يوميا من قضايا الضرب والجرح العمدي المتورطة فيها النساء وقضايا السرقة والدجل وحتى قضايا القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد· رجل يشكو طليقته للقاضي لأنها ضربته ”بطابونة”
هذا ما حدث في مجلس قضاء العاصمة، حيث انفجرت القاعة ضحكا، بعدما سمع الحضور رجلا كانت طليقته تطلب الرجوع، يصرخ بصوت مرتفع مطالبا بعدم إرجاعها لقوله ”سيدي الجوج ضربتني بالطابونة” ولم يجد القاضي ما يفعله أمام انفجار من كان بالقاعة بالضحك فأجل القضية الى أجل غير مسمى·
رجل آخر مثل أمام القاضي طالبا تطليق زوجته التي اعتادت على ضربةه بأي شيء كان في يدها وبهدلته أمام الجيران وأولاده، حيث قال دون تردد أريد الحرية من هذه ”الأفعى”·
من جهة ثانية فقد كثرت قضايا السرقة المتورط فيها مراهقات لا يتعدى عمرهن ال18 ، وهو حال فتاة في ال16 من عمرها مثلت أمام محكمة الجنح فرع الأحداث لاتباعها بجرم السرقة والهروب، حيث تابعتها جدتها، التي أودعت ضدها شكوى أمام مصالح الأمن، تؤكد سرقة ابنة ابنتها لمجوهراتها، الفتاة لم تنكر الجريمة، ولكنها أكدت أن صديقها هو من حرضها على سرقة مجوهرات جدتها لشراء المخدرات وما كان عليها سوى الطاعة· كما تورطت فتاة أخرى في قضية السرقة وتكوين جماعة أشرار، إذ كانت تستغل من طرف عصابة من المنحرفين في اصطياد أصحاب سيارات الأجرة غير الشرعية بعد أن تقوم بإيقاف سيارة، وتطلب منه أخذها إلى مكان معين، يكون هناك بقية المجرمين، فيقومون بالاعتداء عليه بواسطة أسلحة بيضاء لسرقة سيارته إلى أن تم الإيقاع بالعصابة وإحالتها على محكمة الجنح·
نساء يدخلن البيوت لطلب الصدقة فيتحولن إلى سارقات
كثيرة هي القضايا التي عالجها مجلس قضاء العاصمة حول نساء كن يقصدن المنازل والبيوت لطلب الصدقة أو لنزع السحر والعين، فيقمن بقراءة ببعض كلمات الدجل، أو يستعملن بخاخة غاز على الضحية وسرقة ما يوجد بالمنزل، مثلما جرى مع سيدة ببرج الكيفان التي تعرضت إلى سرقة قرابة ال100 مليون من مجوهرات من طرف امرأتين ادعتا أنهما يبطلان السحر، فما كان على الضحية إلا أن أخدتهما إلى منزلها ظنا منها أن بناتها لم يتزوجن بفعل السحر فقامتا برش قارورة مزيلة لدموع على وجهها وسرقة كل ما يوجد في المنزل من مجوهرات ثمينة وأموال، قبل أن يلقي الجيران القبض عليهما· كما مثلت أمام محكمة الحراش مشعوذة لم تنجُ منها حتى القاضية، إذ بدأت بقراءة كلمات غير مفهومة لأجل الحصول على البراءة، وكانت هذه المشعوذة تستغل النسوة في الأسواق وأمام المحلات التجارية لأجل قراءة ما يعرف بالكف أو ”الزهر”·
ولعل ما تحدثنا عنه من قضايا السرقة والدجل التي تورطت فيها النساء لا يكفي أمام ما مر على محاكم الجنايات، حيث تورطت امرأة في قتل زوجها بكل برودة، بعد أن قامت بضربه بالساطور على مستوى الرأس انتقاما ل25 سنة من العشرة الزوجية، حيث بررت ذلك بأنه كان يعاملها بقسوة كبيرة، مما إلى انفجارها وأي انفجار ضربة بالساطور وهو نائم أردته قتيلا، لتقوم بعدها بأداء صلاة الفجر، ولم تقتصر جرائم القتل التي ارتكبت من طرف المتهمات على قتل الرجال فقط بل حتى النساء أنفسهن كن ضحايا، مثلما هو الحال في قضية عجوز قتلتها ابنتها بالتبني بحسين داي بعد أن اتفقت مع زوجها لأجل الاستيلاء على تركتها، حيث قامت بقتلها ووضعها في كيس بلاستيكي ورميها بالقرب من مقبرة العاليا، إلى أن انكشفت فصول القضية·
من جهة ثانية، قامت متهمة بقتل زوجها للاستيلاء على مبلغ 60 مليون سنتيم، أرادت أن تقدمه لأخيها لمساعدته في الزواج، الأمر الذي صعق لأجله كل من كان في قاعة الجنايات·