قال وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك إنه لم يستعمل مفردات ”المنع” و”العري” في حق الفنانات سواء اللبنانيتين إليسا ونانسي عجرم أو المصرية شيرين عبد الوهاب اللواتي منعن من المشاركة في الدورة المقبلة لمهرجان ”قرطاج”· وأوضح مبروك في حديث ل”البلاد” على هامش مشاركته أمس في الدورة العشرين لمؤتمر الآثار والتراث الثقافي بالجزائر العاصمة، أن مهرجان قرطاج شهد تراجعا واضحا في السنوات الأخيرة ما يفرض النهوض باسمه من خلال ترقية معاييره الجمالية كون الشعب التونسي اليوم، يضيف، بحاجة إلى مادة ثقافية تليق به، وذلك على خلفية الثورة وحتى قبلها، مؤكدا ”لقد كان المهرجان مرتعا لعصابات الطرابلسية وشهوات بعض العائلات”· وقال مهدي مبروك إنه وزير للثقافة أتت به ”رياح الثورة وليست رياح الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي”، مضيفا أن وزارة الثقافة التونسية مطالبة باستعادة مبادرتها من خلال برمجة ما يناسب الشعب التونسي وما يليق به· وواصل محدثنا كلامه ”قررنا منع بعض الفنانين ليس على قاعدة الانتماء إلى لبنان أو مصر أو المغرب ولكن من باب إعادة برمجة مهرجان قرطاج من جديد بدون مشاركة بعض أشباه الفنانين”، موضحا ”لم أعتذر ولن أعتذر·· أكرر لن أعتذر لأني لم أخطئ”· من ناحية أخرى، كشف الوزير التونسي أنه فسر للبنانيين موقفه وقال لهم إنهم يملكون مهرجانا عريقا وهو ”بعلبك”، ولم يسمحوا إلى حد الساعة لعدد من الفنانين الذين منعوا من المشاركة في مهرجان ”قرطاج” من الوقوف على خشبة مسرح ”بعلبك”· ورأى محدثنا أن ”قرطاج لن يكون ما يطلبه المستمعون·· قرطاج مهرجان سيليق بالشعب وثورته، وهذا لا يعني أنه مخصص للأغنية الملتزمة والثورية فقط، ولكن يكفي أن يكون الفن جميلا”· وشرح مبروك هذا باستدعاء قامات فنية عالية تليق بالشعب التونسي وثورته، وعاد إلى قرار منع ”فنانات العري” فقال ”لن أعتذر وحكومتي ووزارتي وثورتي تساندني في قراري، ولا أخشى في الفن لومة لائم لأني رجل أحترم الناس ولن نستفتي الناس في مهرجان قرطاج لأنه مشروع ثقافي ولم أستعمل مفردات العري·· أنا دكتور في علم اجتماع الفن وأعي ما أقول ومن يريد تحميلي مسؤولية ما لم أقله أو يدفعني إلى أي انتماء سياسي فهو مخطئ لأني معتز بثقافتي”، على حد تعبيره·