كان مبنى المسرح الوطني مساء أول أمس قبلة لكثيرين هبوا للتفرج على صرح من صروح الركح الجزائري.. لم يكن هناك عرض مسرحي بالتأكيد لأن المسرح، والثقافة ككل في بلادنا الكبيرة، لا يجتذب ذلك الجمع الغفير.. جاء الجمع إذن للتفرج على نيران غير صديقة التهمت بعضا من جسد محي الدين باشطرزي الذي أنهكه الزمن والزمان وأنهكته الصراعات الصغيرة بين هؤلاء وهؤلاء..، بعض المسؤولين في المسرح.. أقصد ''مسؤول'' في المسرح هون من الأمر وقال إن '' الحريق أمر عادي.. حتى أنه لم يكن حريقا البتة''.. قال ''المسؤول'' هذا الكلام رغم أن والي العاصمة محمد كبير عبدو جاء إلى عين المكان.. غضب واستاء.. وطلب التفسيرات.. فهل يكلف سعادة الوالي نفسه عناء الحضور إن لم يكن هناك حريق خطير فعلا.. تكمن خطورة الحريق ''غير الهام'' كما قال ''المسؤول'' في كونه لدغ جزءا من مبنى عتيق..وكان يمكن أن يتهاوى المبنى بأكمله بالشكل الذي رأيناه في أحداث الحادي عشر سبتمبر.. وأتصور أن ''الحريق البسيط'' كان إنذارا من ''السماء'' التي أرادت القول، ربما، ''حذار.. اعتنوا بهذا المبنى الأصيل الجميل أكثر وانسوا الأشياء الأخرى..''، وأعتقد.. أن المسرح الذي يغرق في أشياء لا علاقة لها بأبي الفنون، يستحق أن نهتم به أكثر مثلما أرادت ''السماء''.. والسلام عليكم والسلام لنا جميعا بإذن الله..