بدت الأحزاب السياسية متخوفة من مترشيحها أكثر من تخوّفها على الصناديق ونزاهة الانتخابات، فعمدت لويزة حنون إلى الإشراف على قسم منهم، وتقاسم جاب الله مع حزب العمال الخطوة نفسها التي اعتبروها ميثاقا بين النائب وحزبه. لكن هذا لم يحجب حدثا آخر عمّ ولايات الوطن وارتبط بساعات الانتظار الطويلة التي دخل فيها مترشحو الأفلان الذي صنع حمى الترشيحات، مثلما صنع حديث الخلافات في مفاوضاته الماراطونية مع متزعم التقويمية صالح ڤوجيل إذ يتردد أن بلخادم تلقى رسالة مختصرة عنوانها «رتّب أمورك»، لكن ترتيب بيت العتيد أمر صعب للغاية مثلما كان من الصعب على بلخادم منع الوزراء وأعضاء المكتب السياسي والمحافظين من الترشّح للتشريعيات، منع اتضح أنه مستحيل داخل الأفلان. وفي محيط الأرندي لم يختلف الوضع كثيرا عما عاشه الحزب في الاستحقاقات الماضية، إذ لايزال الصراع والانشقاق يصنعان كواليس حزب أويحيى. أما تحالف «الجزائر الخضراء» الذي تجاوز حمى الترشيحات إلى التشديد على نزاهة الانتخابات، فأعلن في أول ندوة صحفية له أنه سينسحب من المشاركة في التشريعيات إن هو لمس مؤشرات على التزوير، لكن السلطة لم ترد بعد على رسالة الخضر. وفي ذكرى وقف إطلاق النار توقف إطلاق الرسائل اتجاه فرنسا، على الأقل من طرف وزير المجاهدين الذي غيّر رأيه بشأن تجريم الاستعمار، بينما خالفه الرأي الأمين العام لمنظمة المجاهدين في تناقض بين الرجلين طبعت عليه حسابات السياسة. وفي الجبهة الاجتماعية وكالعادة يصنع قطاع ولد عباس حدث الإضرابات التي شلت المستشفيات، بينما لم يجد الوزير سوى التذكير بنكبة المستشفيات وهو يشير إلى وجود أزيد من عشرة آلاف جهاز طبي عاطل ونصف هذا العدد معطّل. وبخلاف ذلك تبدو الأحوال الجوية في تحسن مستمر على جبهة التربية والتعليم، هذا القطاع الذي حسم خلافاته وأجمع على وثيقة القانون الأساسي الذي ستنظر فيه الحكومة هذا الأسبوع. وفي الحديقة الخلفية للمدرسة الجزائرية صدم خبر انتحار ثلاثة تلاميذ بتيزي وزو الرأي العام الذي استفاق على ظاهرة جديدة تتطلب الاهتمام، الاهتمام الذي لم ينله عميد الأغنية البدوية خليفي أحمد الذي شغل الدنيا في حياته قبل أن يرحل في صمت أقلق الفنانين الذين لم يستوعبوا غياب رعاة الفن في الجزائر. وفي الخارج لا يبدو الوضع مريحا أكثر مما هو عليه في الداخل، فقد أطلق الشاب محمد مراح وهو فرنسي الجنسية من أصول جزائرية رصاصات قاتلة على رجال شرطة فرنسيين وأطفال يهود بمدينة تولوز الفرنسية. حادث غامض تثار بشأنه الكثير من الشكوك مادام المستفيد هو ساركوزي قائد اليمين الفرنسي الذي بدا قبل هذا مهتزا مهزوما أمام قوة الخطاب السياسي لليسار، وزادت عملية التصفية من الغموض الذي اكتنف أيضا الانقلاب على نظام الرئيس المالي أمادو توري وما يمكن أن يثيره من تداعيات أمنية في منطقة الساحل التي لا تحتمل المزيد من الأزمات. وفي القضايا العربية يتواصل الحراك السوري ويرتفع رقم الضحايا، بينما الأسد باقٍ لا يتزعزع. أما المجتمع الدولي فمازال يبحث عن الإجماع المغيّب بفعل تضارب المصالح بين القوى الدولية، هذه القوى التي لم تبد الكثير من الاهتمام إزاء الوضع الإنساني والاعتداءات الصهونية الإسرائيلية على قطاع غزة الذي حاصرته بأزمة الوقود والطاقة هذه المرة. عبد السلام بارودي من اتفاقيات إيفيان إلى الانتخابات التشريعية الدولة الديمقراطية.. مشروع مؤجل!! مع أن المناسبة كبيرة وتتزامن مع انقضاء نصف قرن على الثورة التحريرية، إلا أن الاحتفالات المخلدة لها لم تتعد في كل الأحوال بعض الندوات أو التصريحات الصادرة عن رموز ما تزال حية ترزق تطالب بالاعتذار أو التعويض، وقلما تعدتها إلى الحديث عن مكاسب مابعد اتفاقيات إيفيان التي مهّدت لوقف إطلاق النار في 19 مارس، وقد يكون رئيس جمعية قدامي «المالغ»، دحو ولد قابلية (وزير الداخلية حاليا) من القلاقل الذين تحدثوا عن مراحل تسيير البلاد مابعد الاستقلال، فقد اعترف الرجل بأن الخلافات الإيديولوجية السائدة أثناء نهاية الثورة المسلحة بين قياداتها، منعت صانعي اتفاقية إيفيان من المساهمة في تسيير البلاد، وهو ما أدى إلى تضييع 40 سنة لبناء دولة ديمقراطية، مثلما حددتها الثورة في أول الطريق، ملمحا إلى كون الدولة الجارة (يقصد المغرب) ومصر عبد الناصر كانتا طرفين في الخلافات، مع تقديم الدعم لأول رئيس منتخب أحمد بن بلّة، قبل أن يتعرض لانقلاب ، سماه فيما بعد بومدين تصحيحا واعتبره يوم عطلة مدفوعة الأجر. ثمة إذن إشكالية واقعة إلى اليوم ولا يمكن لأحد إنكارها، سواء داخل دواليب السلطة أو داخل الأحزاب التي تحضر للمشاركة في الانتخابات التشريعية، الدولة ضيعت 40 سنة أو 50 سنة لبناء الديمقراطية (الشعبية)، وهو شعار قدمته الثورة عند انطلاقتها، لكن تأخر إنجازه إلى اليوم، مع أنه أصبح مطلبا شعبيا ملحا وأحد المطالب الدولية الرئيسية لأي نظام لكي يتم التعامل معه بصفة طبيعية، وهذا يتزامن مع مايسمى بالربيع العربي الذي نجح في بعض البلدان ومازال يتمخض في بلدان أخرى، رافعا نداءات حقوق المواطنة والكرامة والحرية والعدالة والحق في اختيار من يحكمنا، والحقّ في الإطاحة به سلميا إن عجز عن القيام بواجبه ومحاسبته أيضا. وثمة في المقابل معوقات بشرية واجتماعية ، أفرادا وجماعات وانتماءات إيديولوجية، وطبيعة المنهج الاقتصادي والاجتماعي المتبع منذ الاستقلال وإلى الآن على المستوى الاقتصادي، حيث انتقلت البلاد من نظام اشتراكي «جزائري»، كان المرحوم بومدين ينفي أن يكون نسخة مشوهة من النظام السوفياتي المنهار، فوضع الأسس لثورات ثلاث، ثورة زراعية انتهت إلى التفتيت وعجزت عن تلبية الحد الأدنى من حاجتنا للغذاء، وثورة صناعية تركزت على بناء عدة مصانع سرعان ماتحولت إلى عبء على خزينة الدولة بيعت الآن ، أو تم خوصصتها بصفة مثيرة للجدل ، والبقية الباقية تعيش إعادة مخاض عسير، رغم «السيروم» المالي الذي تستنزفه من الخزينة. أما الثورة الأخيرة، الأكثر فشلا، فهي الثورة الثقافية، فمع أنها أوصلت إبن الفلاح لكي يكون مهندسا وطبيبا، إلا أنها لم تخلق نخبة مثقفة وواعية وفعالة وقادرة على أن تشكل قاطرة لتأطير وقيادة المجتمع. فأين يوجد مكمن الخلل إذن إذا افترضنا أن الدولة تتوفر على قدر لابأس به من الإمكانات المادية ممثلة في البترول والغاز؟ رضا بن عاشور محمد مراح: كبش الفداء على عتبة السباق نحو قصر الإليزيه...! لقي الشاب الفرنسي من أصول جزائرية محمد مراح مصرعه فجر الأربعاء المنصرم على يد القوات الخاصة للشرطة الفرنسية بعد أسبوع مؤرق للساسة الفرنسيين، على خلفية ما شهدته فرنسا من اغتيالات غير مسبوقة طالت ثلاثة عسكريين ثم عائلة يهودية فيما بعد. الضحية المشتبه بضلوعه حسب الرواية الفرنسية الرسمية في هذه العمليات الإجرامية يبلغ من العمر ثلاث وعشرين سنة، ولد وترعرع في مدينة تولوز حيث تعيش عائلته منذ هجرة جده مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، مما يعني أنه فرنسي الثقافة والتنشئة الاجتماعية، على خلاف ما حاول الإعلام الفرنسي ترويجه باستهداف الأصول الجزائرية والمغاربية عموما للجالية العربية من خلال تحميلها وزر الآفات التي تنخر المجتمع الفرنسي، حيث أصبح يهتز دوريا على وقع أحداث العنف، لا سيما مع تقلد ساركوزي سدة الحكم، إذ يبدي جزء معتبر من المواطنين الفرنسيين شعورهم بالعنصرية والتمييز. وزير الداخلية كلود غيان نسب الشاب محمد مراح إلى تنظيم القاعدة وذلك في ندوة صحفية عقدها يوم الخميس، مدرجا إياه ضمن لائحة المتطرفين الإسلاميين حسب شهادات يكون قد أدلى بها الضحية للشرطة التي استجوبته من خلف باب الشقة التي كان يتحصن بها!، مضيفا أن هذا الأخير تلقى عرضا من قيادة القاعدة بتنفيذ عمليات انتحارية في أي مكان من العالم، لكنه فضل المسرح الفرنسي وفق تصريحات المسؤول الفرنسي، الذي ذكر أن المتهم كان قد زار أفغانستان وباكستان في مرحلة سابقة. عملية التصفية التي تعرض لها المجرم المفترض قابلتها كثير من الأوساط الإعلامية والسياسية في فرنسا وخارجها بكثير من الريبة والتشكيك في صدقيتها ودقة روايتها التي تفتقد فصولها إلى التناغم والصلابة حسب هؤلاء المنتقدين. كريستان بورتو مؤسس وحدة التدخل للدرك وجه ضربة قاسية للأمن الفرنسي، عندما صرح قائلا: «هناك مسحوق يمكن استعماله مثل الطحين لا يمكن لأحد مقاومته»، ليطعن بذلك في الرواية الرسمية ويضع بذلك عملية الاغتيال الجسدي بدل إلقاء القبض على المتهم موضع الشك والتأويل، علما أن مصادر أمنية فرنسية نقلت أن الشاب محمد مراح كان يحاول الهروب عبر النافذة من الطابق الأول للشقة عندما أصابته رصاصة في رأسه وأخرى في صدره!. بعض المواقف النقدية لتصرف الأمن الفرنسي تقدم قراءات مثيرة للجدل حول الحادثة، ترتبط بمجريات الحملة الانتخابية، حيث فرضت الوقائع المتتالية خاصة بعدما شملت العائلة اليهودية، على الرئيس نيكولا ساركوزي طي صفحة الأزمة، بعدما توجهت أصابع الاتهام نحو اليمين المتطرف الذي يسعى الرئيس المترشح جاهدا لاستمالته إلى صفه الانتخابي، وفي الوقت ذاته قدمت ورقة أخرى للسجال الانتخابي، تتعلق بإثارة موضوع الهوية والاندماج والمواطنة الفرنسية من جديد في ثوب عنصري على حساب الجاليات التي تعيش فوق دولة شعارها: العدالة، الأخوة والمساواة، لكنها تختار دوما كبش الفداء من مواطنين تصنفهم الثقافة الفرنسية في الدرجة الثانية والثالثة والأخيرة. عبد الحكيم.ح تصريحات الأسبوع : وزير الداخلية دحو ولد قابلية لن يكون هناك تمديد في آجال إيداع القوائم الانتخابية للأحزاب السياسية الراغبة في المشاركة في تشريعيات 10 ماي، والأحزاب التي قامت بإيداع قوائمها الانتخابية بلغت لحد الآن 10 أحزاب. ولست على علم بوجود احزاب تطالب للراغبين في الترشح بمبالغ مالية. وزير المجاهدين محمد شريف عباس لست متحمسا للسعي وراء استصدار مشروع قانون تجريم الاستعمار، كرد فعل على مصادقة البرلمان الفرنسي سنة 2005 على قانون يمجد الاستعمار، فهناك أولويات وذلك سيلهينا عن الاهتمام بقضايا أكثر عمقا وأهمية من شأنها خدمة مصلحة الوطن. عمار بلاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائر تتابع بانشغال كبير الوضع في مالي. وبحكم موقفنا المبدئي وطبقا لأحكام العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ندين اللجوء إلى القوة ونرفض بشدة التغييرات المخالفة للدستور. كما يجب حل كل المسائل الداخلية في مالي في إطار السير العادي للمؤسسات الشرعية لهذا البلد وفي إطار احترام القواعد الدستورية. وزيرة التقافية خليدة تومي يجب الإقلاع عن الذهنية المتهمة لوزارة الثقافة بتبذير الأموال، لأن ما ينفق من طرف الوزارة هو أمر معمول به في كل دول العالم، وأن ما يخصص لهذا القطاع هدفه إبراز الهوية الثقافية للجزائر والميزانية المقدمة للوزارة تمثل 50 بالمائة من المبلغ المقترح للحكومة، وستغطي هذه الميزانية كل أشكال الإبداع إلى غاية2013، والتعاملات ستتم في شفافية تامة في المشاريع المقترحة، بعيدا عن المحاباة . رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني إن تكتل «الجزائر الخضراء» يتوفر على الطاقم البشري لمراقبة الانتخابات التشريعية المقبلة على مستوى جميع مكاتب الاقتراع بالداخل والخارج، ولا يعاني عجزا في الطاقم البشري لمراقبة العملية الانتخابية في استحقاقات العاشر ماي المقبل، وهو مستعد لتغطية كل نقطة يسمح له القانون بالتواجد فيها. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لا ينبغي الخلط على الإطلاق بين الإسلام والإرهاب، فقبل استهداف أطفال يهود، أطلق الرجل النار على مسلمين.. من الآن فصاعدا أي شخص يدخل إلى مواقع على الإنترنت تمجد الإرهاب أو تدعو إلى الكراهية والعنف سيعاقب جزائيا.. وكل شخص يسافر إلى الخارج ليتدرب على نشر أفكار تؤدي إلى الإرهاب سيعاقب جزائيا.