حتى قبل أن يحط الصيف بكامل كلكله على رؤوسنا لننام من دون أحلام على وقع الناموس والذبان، يمكنكم أن تستمتعوا بعدد من الحكايات التي تضحك الصبيان بعد أن وردت على لسان بعض أولاد الحرام، ويمكن أن نضعها تحت عنوان كيف نستغبي النّاس يجعلهم عديمي الإحساس، وهم يتفهون الأشياء الكبيرة ويلمعون الأشياء الصغيرة؟ صفعة ناعمة!! أماّ ''الذبان'' فينبغي أن نستخلص العبرة من الشاب باراك أوباما في أمريكا الذي خادع ذبابة تسللت إليه وهو يتحدث لإحدى القنوات التلفزية الأمريكية على المباشر بالتظاهر بالاستكانة ليفاجئها بصفعة لا تقرأ ولا تكتب أثارت الصحفي نفسه... إنها جيدة..! ولعلها تلك سياسته الجديدة المقدمة تحت خط عريض إسمه اللكمة الناعمة! وتصوروا معي الآن، رئيس أكبر دولة (أمريكا) ينش الذباب عن نفسه بمفرده وهو الذي بإمكانه أن يتجند حوله ''الشياتون'' والطماعون والذين في قلوبهم مرض طمعا في التقرب منه! فهل إن رئيس أمريكا، عكس رؤسائنا الذين لايستطيعون تقديم خدمة لغيرهم: مسكن ''باطل'' أو منحة مجاهد قديم أو منحة محارب، أو حتى منصب من عدم، وترقية بغير حق، أو عفو عن سرقة وقتل، أو حتى أن يأمر بأن يجزى له من المال العام لأنه مدح مولانا السلطان! لو كان حادث ''الذبابة'' وقع مع حاكم عربي لهب الصحفي الشيات يهاجمها، وقد يستدعي فرقة الحماية المدنية ومصالح البيئة... وقد يسأل أعلى مسؤول في الأمن عن هذا الإنفلات الذي حدث مع فخامته فهاجمه الذباب في تلفزته التي منها يطل ويهل وينصح ويهدد ثم يعاتب.. ثم لايحدث إلا كما يحدث مع الجمل الذي يعفس مايحرثه! والمشكلة أن الحاكم ليس هو وحده الذي يطمع في أن ينشوا عنه الذبان وهم يفعلون ذلك تطوعا وبالمجان حتى الأقل في الأجل القريب! لأن المحكومين خاصّة من الطينة التي عجنها النظام ''عمر راسك أباه'' بالغناء الهابط'' واليد من الجيب إلى الأذن... وكلام فارغ لاينتهي من الفجر الى الفجر على مدار العام! وقد يكون الاستثناء الوحيد على مافيه من حرج أصحاب الحرفة والهربة الذين ملوا الوعود، أو أصحاب الاحتجاجات بحرق العجلات وقطع الطرقات في انتظار أن يأتي الماء والسكن والزوجة ذات الوجه الحسن ومنصب العمل الذي ليس فيه قدر من التعب أو الوسخ أو الوهن، كعساس أو كاتب معزول في بيرو وهؤلاء أي أصحاب الاحتجاجات جزء كبير منهم ممّن لاينشون الذباب عن أنفسهم، لأن بعض مايحصل لهم ولنا من صنع أيديهم وأرجلهم، لكي لا أقول أمخاخهم! وبالتالي فهم مدعوون للاقتداء بأوباما قبل أن يلقوا اللوم على غيرهم! فمن وجد ذبابة أو ناموسة يقتلها بيده بدل أن ينفق دينارا لكل واحدة، على اعتبار أن ماينفقه الجزائريون صيفا على الناموس وحده في حدود 300مليار سنتيم، وقس عليه رفع الماء للأعلى في العمارات بواسطة ''السربريسار''.. كراس في مزبلة! آخر نكتة استغباء قرأتها في بداية الصيف صدرت عن عميد جامعة الجزائر الطاهر حجار، وهو شقيق حجار ''السفارة في العمارة''، فقد قال في تفسيره لتوقيف عدد من إطارات الجامعة ممن تمسمروا مثله في المناصب بحكم أنهم يشدون بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص، أن المسألة وكل مافيها تتعلق ''بحصة كراسي قديمة تم توجيهها إلى الرمي في المزبلة العمومية... ويبدو أن العملية لم تراع فيها شروط الإجراءات القانونية وتشكيل لجنة معاينة، وتقييم مدى صلاحية هذه التجهيزات، وتوجيهها للبيع أو التصليح أو الرمي في المفرغة العمومية! هذا ما قاله جنرال الجامعة الدائم! فالجماعة رمت بكراسي إلى المزبلة! وهذه تهمة كبيرة في نظر السلطة، فكل الصراعات التي تدور منذ سنوات طويلة محورها الكرسي والمنصب الذي هو أحسن استثمار! ومن أجله تشعل النار ويلحقون بعضهم بعضا للواحد القهار قبل الموعد... ولايلوون على شيء. أما التهمة الثانية فهي أن الوزير نفسه لم يكلف نفسه عناء البحث عن سر هذا التبذير الخشبي.. والمسماري (نسبة للوح والمسمار)، إلى أن بادرت مصالح الأمن وهو الأعلم بغيره عن كيفية مجيء ورحيل الكراسي... وهل هي تحكم فعلا، أو مجرد ''تابوري'' يجلس عليه الواحد ويرتاح ليقضي مصالح ''الصحاح'' ويأخذ بعض حقه ونصيبه منه! والمهم هنا أن عمنا الحجار ينبهنا الى أن الجامعة بإمكانها أن تبيع وتشتري من اللوح والمسمار وحتى الكمبيوتر وأجهزة علمية وربما مختبرات بكامل تجهيزاتها وبالملايير! وهذا معناه أن العصابة هناك وعلى طريقة عصابات المتعلمين ولا أقول المثقفين، تلعب نفس ألاعيب أصحاب الصفقات المشبوهة والسرقات! والفرق الوحيد بينهم أن جماعة الجامعة والإقامات الجامعية التي تحولت إلى أسواق فلاح جديدة وأصبح مديروها محل شبهات ومتابعات يحولون وينهبون باسم العلم نور. والآخرون باسم الجهل ظلام! ولهذا فإن عقوبة الأولين لابد أن تكون أكبر على الأقل على شكل صفعة مباغتة كصفعة أوباما للذبانة - لاتبقي ولاتذر تصيح بعدها الله أكبر... فقد استوى في هذه البلاد الجاهل والمثقف في هذا الأمر... على الأقل! زفت حارق!! قبل نكتة حجار حول الكرسي في المزبلة، وليس التاريخ كما صاح بعض التلاميذ ذات عام على دراسة هذه المادة المهمة، سمعنا نكتة أخرى صحفية تقول صاحبتها في تفسير غياب السلطان عن ''لبلاد'' أنه ذهب هناك لزيارة مريض قريب له... فأين العجب والحال أن زيارة المرض عبادة إذا كانوا خاصّة في الخارج يداوون بالمال العام! وبعدها جاءت نكتة الصيف مع الرقص الإفريقي... الذي بطله الزفت. وبين قوسين كل شيء في الجزائر زفت أو هكذا يريدون أن تكون إلا الزفت نفسه فهو رديء من حيث النوعية! فقبل أعوام ذات صيف أيام كان بيراف رئيس اللجنة الأولمبية حاكما وهو الذي سير أسواق متيجة وانقض عليها كما ينقض الذئب على نعجة والثعلب على دجاجة، حدث حريق في قاعة حرشة، وهي أكبر قاعة رياضية مغطاة، أتت عليها النيران وكلفت عملية إعادة بنائها الملايير! والسبب المعلن لحرقها أن أحدهم وهو عامل سخن فترك ''الشاليمو'' مشتعلا... وراح لبيته للحمام! وهذه هي الرواية إلى الآن ولم نعرف بعد من أمر بحرق القاعة... ولا حتى من حرق البلاد كلها! وهاهو نفس الزفت يعود ليشكل سببا في إحراق الجناح الخاص بالرقص! وهي العملية التي تأتي قبل أيام فقط من انطلاق مهرجان ثقافة الرقص الإفريقي. وهي مادة ''مدرسية'' تستهوي خاصّة الوزيرة خليدة... بعد أن ثبت بأنها مثل كلب بافلوف كلما سمعت الطبل هزت الرجل! وعندما يصبح الاستغباء طبعا جديدا وليس تطبعا، يصبح كل شيء في هذه البلاد كما يقول الفرنسيون ويقول بعضنا ''بانال'' و''نورمال'' بما فيها سرقة مبلغ يصل إلى 35مليار مليون سنتيم أي رقم وراءه 11 صفرا هو عدد فريق الخضر ولا أقل الزرق... وقد يكون هذا الرقم حير القاضي وحده وكثير من الناس الذين تعبوا من المكوث في الكراسي للدراسة وهو يقدر بكونه يملأ أربع غرف كبيرة نقدا ويبقى منه!