في أول رد فعل غاضب على تعرض ذبابة أمريكية لاغتيال بشع من طرف الرئيس أوباما، أعلنت منظمة أمريكية مهتمة بحقوق الذباب إدانتها المطلقة للوحشية التي عامل بها أوباما تلك الذبابة، التي أزعجته بملامستها لوجهه، حينما نزل ضيفا على لقاء تلفزيوني، فقام باغتيالها على المباشر وببرودة دم أمريكي.. المنظمة إياها احتجت واستنكرت وشجبت وفي انتظار أن تحصل الذبابة المسكينة على اعتذار رسمي وتحصل فصيلتها الذبابية على تعويض مادي عما اقترف في حق تلك الضحية، فإن أمريكا تحترم الذباب وتقدر مكانته وسقوط ذبابة من عندهم مأساة تظاهي وربما تفوق سقوط عشرة بل مئة وألف طفل بغزة وببغداد.. من نوازل الدهر التي ابتلينا بها أن ''المسخرة'' عمت ونحن كأمة مدجنة لم يعد لنا مكان بين الذباب ولا بين بني البشر، فمنظمات أمريكا التي تثور لحقوق الذباب، هي نفسها من باركت ''مقاصف'' غزة التي أبادت، وسط صمت أمريكي، أرواح لم تصل قيمتها إلى قيمة الذبابة التي قتلها أوباما وتركت بين ضلوعه جرحا غائرا حينما قال للصحفي بعبارة حزينة : كان الأمر مؤثرا.. لقد قتلتها؟ حينما يصل العرب إلى مرتبة الذباب الأمريكي المقدس، حينها يمكننا أن نحتج على ''ساركوزي'' الذي هاله استعباد الحجاب والنقاب لأجساد نسائنا، فقرر نزعه بقوة ضعفنا، ليفتعل من العدم أزمة جديدة عن حجاب ونقاب وبرقع ظهر مرة أخرى بأنه يمنع الذباب من مداعبة الوجوه كحق ذبابي معترف به عالميا، لتقرر فرنسا حق الذباب في أن لا يعيق طيرانه حجاب ولا نقاب.