وسائل إعلام النفاق العالمية، أصابها العمى والحول على عشرات الأطفال الذين تقصفهم النيران الأمريكية "الصديقة " لكرزاي في أفغانستان، وفي العراق، ولكنها فتحت الأعين جيدا حينما تعلق الأمر بذبابة اغتالها الرئيس الأمريكي بكفه - ولا نعرف إن كان قد غسل كفيه قبل الأكل أم لا - ، حتى وسائل الإعلام العربية أظهرت مدى شراسة الرئيس أوباما في إبادته لذبابة لاحول ولا قوة لها، وجعلت من هذه "الجريمة" موضوعا تثري به صفحاتها النظيفة من حقيقة ما يحدث في العراق، وفي غير العراق من البلاد العربية، التي يتساقط فيها أطفال الصومال – وهنا لا أجد وصفا لهذا السقوط - لو قلت يسقطون كالذباب سأكون مخطئا لأن الذباب صار له شأن في وسائل الإعلام العربية، أما أطفال الصومال فصارت قيمتهم أقل من ذبابة أوباما القتيلة، وكان على الأعراب عندنا المطالبة بجنازة رسمية للذبابة المحاربة ومحاكمة دولية للرئيس الأمريكي . وفعلا قتل ذبابة أمر خطر وإبادة أمة أمر فيه نظر، مع الأسف ضمير العالم يتحرك حين يتعلق الأمر بدلافين المحيط وحتى كلاب الشوارع ولكنه يظل نائما حين يسقط آلاف الأطفال الأبرياء في حروب لا ذنب لهم فيها سوى أنهم ولدوا في زمن الذباب، ولن نستبعد أن تثير وسائل الإعلام العالمية قضية جنس الذبابة هل هي ذكر أم أنثى خضراء أم رمادية ..؟ وطبعا ستحذو حذوها وسائل إعلامنا العربية، ويكون لها السبق في كشف جنس هذه الذبابة الإرهابية والتي بالتأكيد لن تكون سوى عربية بعدما تراكمت جثث أطفالنا وتكاثر من حولها الذباب، ولكن الشيء الذي تجاهله الجميع هو أن الله يذل الطغاة بالذباب. وفي الأخير هي مجرد ذبابة يا ذباب.