خصصت الدورة التاسعة لمهرجان السينما الإفريقية بقرطبة الإسبانية التي ستعقد ابتداء من ال13 إلى غاية ال21 أكتوبر القادم، للاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الجزائر استقلالها. وسيتم عرض مجموعة من الأفلام تحت عنوان «الجزائر.. خمسون سنة بعد الاستقلال» ضمن برنامج خاص خارج المنافسة، كما ستعرض خمسة أفلام للمخرج المالي المعروف عبد الرحمن سيساكو، بالإضافة إلى فقرة بعنوان «سينما ومدينة» تحكي تاريخ بعض المدن الإفريقية من خلال السينما. وعلى مدار 9 أيام، سيتم عرض 120 فيلما من القارة السمراء ستكون مصحوبة بورشات عمل ونشاطات للمهنيين ومنتديات ومسابقات وعرض صور عن القارة الإفريقية تهدف أساسا لتعريف جمهور السينما من المهنيين والشباب وطلاب الجامعات الأوروبيين بالسينما الإفريقية. وستتنافس الأفلام المشاركة ضمن ثلاثة أقسام هي»الحلم الإفريقي» الخاص بالأفلام الطويلة و«من الجهة الأخرى للمضيق» الخاص بالأفلام الطويلة الوثائقية، بالإضافة إلى «إفريقيا من خلال الأفلام القصيرة» الخاص بالأفلام القصيرة والأفلام القصيرة الوثائقية. وسيخصص المهرجان لأول مرة، قسما جديدا خارج المنافسة للسينما العربية والشرق الأوسطية.من ناحية أخرى، تم وضع اللمسات الأخيرة على حوالي 150 «سيناريو» يتناول الكفاح المسلح خلال الثورة التحريرية في انتظار تصويرها وذلك في إطار التحضيرات للاحتفال ب«خمسينية استرجاع الاستقلال»، حيث قال مسؤول المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي إن هذه الأعمال تنتظر الشروع في تصويرها من طرف المخرجين لإنتاج أفلام حول الكفاح المسلح خلال الثورة التحريرية. وقال المتحدث في تصريحات من تيزي وزو، أين أقيمت التظاهرة السينمائية، إنه «يجب تشجيع إنتاج الأفلام خصوصا إذا كانت تتمحور حول واجب الذاكرة»، مؤكدا على ضرورة استرجاع التاريخ من خلال الذاكرة الجماعية الوطنية. كما حث بن صالح السينمائيين الجزائريين على اتخاذ السينما كوسيلة لاسترجاع تاريخنا، وذلك من خلال «استبدال الوقائع بالحقائق لتجنب التأويلات والقراءات المزيفة». وهنا دعا المتحدث الباحثين الجزائريين إلى التعمق في تحليل الخطاب الموجه بالصوت والصورة المنتجة من جهة أخرى وذلك بهدف إظهار الحقائق التاريخية». ولدى تطرقه إلى تجربته في الخارج، تأسف بن صالح «للصعوبات التي واجهته للدخول للأرشيف السمعي البصري» مشيرا إلى أن «هناك 250 فيلما حول تاريخ الاستعمار الفرنسي في بلدان المغرب ولم يستطع مشاهدة سوى 13 منها، الأمر الذي يستدعي تسوية مشكل الدخول إلى الأرشيف الذي يتمحور حول تاريخنا والكشف عن الحقائق»، على حد تعبيره.