أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن إنشاء «المجلس الوطني للفنون والأدب»، وذلك كركيزة تبنى عليها المنظومة الشاملة التي ستتولى مختلف الجوانب المتصلة بوضعية الفنان وتهدف إلى الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية. وقالت الوزيرة على هامش تنصيب أعضاء المجلس مساء أول أمس بالعاصمة، إن الهيئة الجديدة ستكون السند الأول الذي تضعه السلطات العمومية في مجال حماية حقوق الفنانين، حيث اختارت لرئاسته عبد القادر بن دعماش، وبعضوية كل من الكاتبين سعيد بوطاجين وزينب لعوج والمخرجة يمينة شويخ والفنانة بهية راشدي وزبير هلال وسكينة مكيو وآخرين. وأوضحت تومي في كلمة على هامش حفل تنصيب بمقر «جنان الميثاق» في العاصمة، إن هذه المؤسسة ستكون الإطار القانوني الأول الذي يجعل الأسرة الفنية تتبوأ المكانة التي تستحقها، مع اكتساب جميع حقوقها التي تعترف بها السلطات العمومية والمجتمع، مضيفة أن الإقرار بهذا الاعتراف يدعو إلى ضرورة الانعكاس إيجابا على عمل وحياة الفنانين من خلال حمايتهم بالنظر إلى المصلحة العمومية التي يمثلونها. واعتبرت الوصية الأولى على القطاع في الحفل الذي حضره عدد من الوزراء والفنانين والمثقفين، أن أهمية هذا المجلس تتمثل أساسا في تسطير السياسة التي تهدف إلى ترقية المصالح المهنية والاجتماعية والاقتصادية للفنان؛ وجعلها أمرا ملموسا، مع الشروع في تحقيق مطالبهم بالنسبة لكل القضايا المتعلقة بمجالهم الإبداعي وبظروف حياتهم المهنية، وذلك، حسب تومي، بعدما ما كان يتعرض إليه الفنانون الجزائريون من مشاكل عديدة بسبب هشاشة وعدم استقرار المهنة التي يمارسونها، والوضع المزري المتعلق بتشتيت صفوفهم، مضيفة أن هذا الوضع فرض التعجيل بإعادة الاعتبار لهذه الفئة، ودفع إلى اقتراح إنشاء مجلس وطني للفنون والآداب كهيئة للاعتراف بالمهنة مدعوة لدعم الوسط الفني وإرساء الانسجام بخصوص شروط عمل الفنانين. وقالت المتحدثة إن المجلس جاء في وقته كونه سيضبط بصفة دائمة الجهود التي تبذلها الدولة لصالح الفنانين خاصة الذين اعترضتهم مشاكل عديدة جراء تقدمهم في السن أو لتدهور حالتهم الصحية، داعية في الوقت نفسه إلى ضرورة الخروج بتوصيات واقتراحات واضحة لسياسة ناجعة تضمن حقوق الفنانين، معتبرة أن المهمة الأساسية التي تشد انتباه أعضاء المجلس هي تنصيب اللجنتين الدائمتين المكلفتين بتحديد معايير الاعتراف بصفة الفنان، وإعداد سجل وطني للفنانين. من ناحية أخرى، أثنى وزير العمل والضمان الاجتماعي طيب لوح على هذه المبادرة التي أطلقتها وزيرة الثقافة، مؤكدا أن المجلس سيمكن من متابعة وضعية الفنان والمساهمة في ترقية التراث الفني مع إبداء الآراء من أجل ترقية الثقافة بالجزائر وفي الخارج، والمساهمة أيضا في إنشاء بطاقة وطنية للفنان، وهي الصلاحيات التي ستساهم في الحماية المادية والمعنوية للفنان.