فيما عزف جميع المترشحين عن عقد تجمعات التمس العديد من المترشحين بعاصمة الغرب الجزائري، برودة كبيرة لدى عامة المواطنين بوهران الذين لم يدخلوا، هذه المرة لعبة التشريعيات باكرا، كما كان عليه الأمر في السابق، بالنظر إلى البرودة التي ميزت تعاطيهم مع بعض القوائم الانتخابية، خاصة تلك التي تترأسها بعض الوجوه المعروفة محليا، أو تلك التي تضمنت نواب سابقين لم يقدموا أي شيء للولاية، ما عدا الأموال التي استفادوا منها من خزينة البرلمان، كما يقول بعض المواطنين، وهو أمر شجع أحزابا أخرى وبعض القوائم التي راحت تراهن على وجوه شابة وجديدة في عالم السياسة من أجل إقناع الناخبين بالتصويت. هذا وانطلقت أمس، مختلف الأحزاب السياسية وكذا القوائم الحرة في حملتها الانتخابية الخاصة بالتشريعيات المقبلة في جو مشحون، طغى عليه تخوف كبير لازم العديد من المترشحين من ردة فعل المواطنين حيال ما سيقدمونه إليهم من اجل إقناعهم بالتصويت أولا، ثم بالانتخاب عليهم يوم الاقتراع. وارتأت قائمة «الجزائر الخضراء» أن تكون بداية حملتها من المعقل التاريخي لجمعية العلماء المسلمين بعاصمة الغرب الجزائري، حيث اختار مرشحوها إقامة صلاة الظهر بمسجد الفلاح بحي المدينةالجديدة، تزامنا مع ذكرى يوم العلم المصادفة لهذا اليوم، ثم التوجه إلى مقر البريد المركزي من أجل وضع إكليل من الزهور أمام اللوح المخلد لمنفذي الهجوم على هذا المركز سنة 1949، وهي العملية التي أطرها الرئيس الأسبق المرحوم أحمد بن بلة وشارك فيها كبار مفجري الثورة على مستوى منطقة الغرب، مثل الشهداء حمو بوتليلييس، عبد المالك رمضان، إضافة إلى المرحوم الحاج أحمد بن علة. وتحولت وفاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة إلى مادة دسمة بالنسبة لأغلب الأحزاب السياسية وكذا المترشحين، خاصة بالنسبة لبعض الأحزاب السياسية التي تلقى نفورا شعبيا وتدرك عجزها عن تجنيد المواطنين لحضور تجمعاتها، حيث اهتدت بعض التشكيلات السياسية إلى تنظيم مجموعة من اللقاءات تخليدا للراحل أحمد بن بلة، في استغلال وتوظيف غير مناسب، حسبما يؤكده العديد من رفاق الفقيد. وعلى عكس الأحزاب الكبيرة، يلاحظ على التشكيلات السياسية الجديدة وكذا القوائم الحرة أنها تمكنت من صناعة الحدث في عاصمة الغرب الجزائري هذه المرة، بالنظر إلى انتشارها الواسع في أغلب بلديات الولاية، ونفس الأمر أيضا بالنسبة لقائمة جبهة المستقبل التي يترأسها المير الأسبق نورالدين جلولي. ويؤكد الوزير الأسبق للفلاحة عبد القادر بن داود، مترئس قائمة الفرسان أن الحملة هذه المرة ستكون مختلفة تماما عن الحملات السابقة، وهو الأمر الذي يحتم علينا، يضيف، اختيار آليات أخرى في إدارة الحملة بعيدا عن تلك البرامج التقليدية مثل التجمعات واللقاءات. وعن الوسائل التي سيعتمد عليها، قال محدث «البلاد»، «لا توجد وسيلة أحسن من التنقل إلى المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم أولا قبل إقناعهم بالتصويت لصالح قائمتنا». أما أحمد منتفخ، مترئس قائمة «الفتح»، فقال ل«البلاد»، نحاول في هذه الحملة أن نكون صادقين مع الشعب وأن لا نعطي للمواطنين وعودا كاذبة مثلما يفعل البعض، لكن نحاول إقناعهم بأننا قادرين على إيصال أصواتهم إلى الجهات المسؤولة حتى نحل مشاكل ولاية وهران بشكل جماعي.