سجلت الحملة الانتخابية بالجلفة ارتفاعا طفيفا في درجة حرارتها، بعد البداية المحتشمة، حيث نزل مرشحو أهم التشكيلات السياسية والحرة إلى الساحة طلبا لأصوات «الغلابى». وفي الوقت الذي اختار فيه الأرندي مخاطبة المواطنين داخل القاعة المتعددة الرياضات بعاصمة الولاية، نزل الأفلان إلى مدينة مسعد وبالضبط إلى مقر الزاوية الطاهرية. أما محفوظ حمة فارس الخضراء بولاية الجلفة يقوم هو الآخر بلقاءات جوارية مختلفة في أعماق ولاية الجلفة مع فعاليات المجتمع المدني، حيث يرى مراقبون أن قائمة الخضراء ستكسر جدار التقليد الذي دأبت عليه ولاية الجلفة تدويرا للمقاعد النيابية بين حزبي الأرندي والأفلان. فيما فضل مرشح التغيير، لعب اللقاءات الجوارية والتجمعات السكانية، ليكون تحرك بعض مرشحي الأحزاب الجديدة نحو قراهم ومداشرهم وعروشهم وأبناء عمومتهم. كما فضل آخرون قيادة الحملة عبر الملصقات الإشهارية التي نال بعضها «حق التمزيق» فور تعليقها. وفي سياق خطاب الحملة الانتخابية، حاول مرشح الأرندي شريف رحماني، التأكيد أمام المئات من المواطنين والشباب والذين «حملتهم» حافلات نقل المسافرين، أن تقدمه للانتخابات ليس اجتهادا شخصيا ولكنه جاء بعد «إلحاح» من سكان الولاية، متعهدا بحل مشاكل الولاية ونقائص السكان، من موقعه كمرشح للأرندي وممثل عن الولاية في البرلمان في حالة فوزه. كما غازل السكان بكلمات عدة عن جودهم وكرمهم وتفانيهم وغيره من الكلام المعسول والذي تجاوب معه الحضور بالتصفيق والصياح والتصفير أحيانا. أما بالنسبة للأفلان، فقد سجل أول «خرجة» له بجنوب الولاية، حيث حط رحاله بالزاوية الطاهرية، متبركا بها، مؤكدا أنه اختار هذه البداية، تزامنا مع يوم العلم وأن الزاوية لها من الخصوصية ما يجعلها خير منطلق لخير حملة انتخابية، حيث أكد متصدر القائمة الحدي إسماعيل، أن تقدمه للترشح، نابع من قناعة الدفاع عن المواطن، ليؤكد «حاسبونا قبل أن تنتخبونا»، مع العلم أن التجمع الإنتخابي، حضره إضافة إلى مشايخ الزاوية الطاهرية، مشايخ عن الزاوية التيجانية. أما جبهة التغيير، فإن متصدرها حوة بلقاسم، ركز في خرجتة الأولى على مستوى الجنوب، باللقاءات الجوارية والتقرب من السكان، عبر تجمعات ليلية في بعض مساكن المناضلين. كما حاول مرشحو الأحزاب الأخرى، بسط سيطرتهم على اللوحات الإشهارية من خلال التركيز على تعليق الصورة وحتى إن طالها التمزيق. أما القوائم الحرة، فركز كل متصدر للقائمة على الجهة التي ينتمي إليها، حيث حاولت قائمة الفتح اللعب على منطق الجهوية والتركيز على شمال الولاية وبلدية عين وسارة بالخصوص. فيما اختار رأس قائمة الأمل، الحج إلى جنوب الولاية لاستمالة أصوات أم العظام وفيض البطمة ومسعد.