أكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمر، أمس، أن استدعاء البوليساريو والمغرب إلى جولة جديدة من المفاوضات، يعد من صلاحيات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء الغربية، كريستوفر روس، وأن هذا الأخير ''لن يدعو إلى جولة جديدة ما لم تكن له لديه ضمانات بعدم فشلها''. وعاد عضو الأمانة الوطنية للبوليساريو إلى ما عبر عنه روس من ''تفاؤل'' خلال جولته الأخيرة بالمنطقة، فأوضح أن تفاؤل روس ''يتعلق بعقد المفاوضات التمهيدية في الأيام المقبلة''، في إشارة إلى أن تفاؤل المبعوث الأممي لا يشمل مجمل جوانب الملف. وكان روس قد صرح بأنه ''متفائل بشأن اتخاذ الخطوة الأولى نحو حل قضية الصحراء الغربية''، وهذا خلال الزيارة التي أداها قبل أيام إلى المنطقة وقادته إلى كل من الجزائر، مخيمات اللاجئين الصحراويين، موريتانيا واختتمها بالمغرب. وجاءت الزيارة، في إطار سعي المبعوث الأممي إلى تنظيم جولة غير رسمية من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، لتقليص الهوة بين مواقف الجانبين، قبل الذهاب إلى الجولة الخامسة من المفاوضات التي تتم تحت مظلة الأممالمتحدة، ومنيت جولاتها الأربع بالفشل بسبب إصرار المغرب على فرض مقترح الحكم الذاتي كأرضية وحيدة للتفاوض، وتمسك البوليساريو بمبدأ تقرير المصير الذي نصت عليه القرارات الأممية . وامتنع الطالب عمر، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية نشطها على هامش الجامعة الصيفية لشباب وطلبة الجمهورية الصحراوية التي انطلقت بزرالدة، عن عرض توقعاته بخصوص إمكانية نجاح المفاوضات التمهيدية، فبالنسبة له ''من الصعب إصدار أحكام على ضوء التجارب السابقة، والمؤشرات الصادرة عن الطرف الأخر''. وتحدث هنا عن ''خروقات مغربية لوقف إطلاق النار''، عدّد منها تقوية الحزام العازل، إجراء مناورات عسكرية، جلب تعزيزات، واستحداث تشكيلات خاصة، وكذا تواصل انتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة. لكن هذا لم يمنع المسؤول الصحراوي، من وصف اللقاءات التمهيدية للمفاوضات، بأنها خطوة إيجابية''. وبخصوص ما سيؤول إليه الوضع في تمسك المغرب بمشروع الحكم الذاتي، لوّح الطالب عمر باستعداد البوليساريو بالعودة إلى السلاح، وقال ''إن كان ثمة آفاق للسلام فمرحبا بها، أما إن استمر الحال على ما هو عليه، فسنقوم بتحضيرات جدية للعودة إلى الكفاح المسلح''. يشار إلى أن جبهة البوليساريو قد برمجت لروس، خلال جولته بالمنطقة، لقاء مع كل من وزيري الدفاع والمناطق المحتلة، خلافا لما جرت عليه العادة، مما اعتبر رسالة واضحة فحواها اعتزام الطرف الصحراوي استئناف العمل المسلح في حال فشل المفاوضات . وتابع الطالب عمر، معبرا عن أمل الجانب الصحراوي في تحرك من الولاياتالمتحدة التي يحمل روس جنسيتها، وقال ''أملنا أن تتحرك إدارة أوباما، فبوش كان يعلن دعمه للمغرب صراحة، لكن الإدارة الحالية تمتنع عن ذلك''.