احتضنت المكتبة الوطنية الجزائرية أمس، ملتقى دوليا حول الكاتب العالمي ''فرانس فانون'' حيث قدم مجموعة من الباحثين المشاركين في الملتقى أهم المحطات التي عرفها الكاتب خلال حياته وما تميز به من دفاع عن حقوق المضطهدين والمهزومين في إفريقيا والعالم. أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي خلال إشرافها أمس بالمكتبة الوطنية بالحامة على افتتاح الملتقى الدولي حول الأديب فرانس فانون ''أنه من غير المنطقي أن تحتضن الجزائر مهرجانا إفريقيا بهذا الحجم دون أن تشير إلى كاتب عظيم بمستوى فرانس فانون''، مشيرة في ذات السياق إلى أنه ''كان من بين المدافعين بقلمه وأعماله الأدبية المميزة عن الفئات الضعيفة في إفريقيا والعالم ككل''، وحثت تومي في كلمتها الافتتاحية على ضرورة أن ''يهتم الباحثون والكتاب الأفارقة الحاضرون والذين لم تسعهم الفرصة للحضور، بالبحث في حياة نجوم الأدب التحرري في إفريقيا والعالم''، ويأتي هذا الملتقى حسب الوزيرة، ''في إطار التذكير بمآثر وجوه إفريقية عالمية مبدعة سجلت حضورها في القارة السمراء وعلى المستوى الدولي''. ويتناول الملتقى المذكور، الذي تحضره عدة وجوه متخصصة في مجال الأدب والبحوث الأنتربولوجية، إضافة إلى أبناء الكاتب فرانس فانون، العديد من المواضيع التي تتعمق في خصوصيات الكاتب المارتينيكي الذي مر على رحيله حوالي خمسين سنة، كما يقيم ذات الملتقى الدور الذي قام به فانون في وسم عصره والأجيال التي تليه في كل بلاد العالم وبالخصوص البلدان الإفريقية سواء الشمالية منها أو الجنوبية. وتطرق ابن الكاتب الراحل ''أوليفار فانون'' في مداخلته بالملتقى، إلى اللحظات الخاصة التي عاشها أبوه وعلاقته مع الإبداع الأدبي متطرقا في ذات الوقت، إلى نظرته للوقائع السياسية ذات الطابع الإفريقي، وحلمه بوحدة شاملة للقارة وبفدرالية جامعة لبلدانها، خاصة وأنها بلدان عانت ويلات الاستعمار في وقت سابق. ومن جهتها، نوهت ابنة المبدع فرانس فانون ''مينداس فرونس'' بمآثر الأب المناضل من خلال كلمته وقلمه وإبداعه أينما حل، مشيرة إلى الطريق التي سلكها طيلة حياته من أجل الوصول إلى النجومية، إضافة إلى صلابته وتمكنه من تحليل الواقع المعاش وفق أطر تسمح له باستشراف المستقبل. وأشار المشاركون في الملتقى خلال تدخلاتهم، إلى بساطة الرجل وطموحه في المجال الإبداعي منذ أن شق طريقه كمحلل نفساني إلى أن أصبح سفيرا متنقلا للحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية في البلدان الإفريقية المتاخمة للصحراء، وظل نفس الانشغال يحرك الكفاح ضد الاستلاب بمختلف درجاته الإنسانية وهو ما جعله يؤلف كتابا كان له وقع كبير على الساحة الدولية يحمل عنوان ''المعذبون في الأرض'' وصف من خلاله حالة الشعوب التي تبحث عن التحرر المطلق والعيش بسلام. للإشارة، ينظم الملتقى الأدبي والفكري حول فرانس فانون في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الذي تحتضنه الجزائر خلال شهر جويلية، والملتقى من تنظيم وزارة الثقافة بالاشتراك مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل تاريخ علم الإنسان والتاريخ.