رغم اختلاف مواردها وغناها المالي، تبقى بلدية الدارالبيضاء تفتقر إلى بعض النقاط المهمة لاستيفاء شروط المعيشة المريحة للمواطن، على غرار النقص إن لم نقل الانعدام الكلي للأسواق الجوارية، في تراب البلدية. وقد ندد البيضاويون في لقاء جمعهم ب«البلاد» بهذا الإهمال والمعاناة التي دامت لسنوات بسبب غياب سوق بلدية، تكون وفق شروط ومعايير حضارية يراعى فيها الطابع العمراني للبلدية، عكس الأسواق الفوضوية التي تظهر هنا وهناك، في فترات متقطعة من السنة، معبرين في الوقت ذاته عن تذمرهم من كثرة التنقل قصد اقتناء أبسط الحاجيات من خضر وفواكه. يقول أحد المواطنين في هذا السياق «منذ تولي رئيس البلدية لمهامه، ونحن نسمع منه عن مشاريع أسواق جواريه، لكنه الآن في عهدته الثانية، دون تطبيق وعوده الكثيرة». وما يلاحظ أن السوق الفوضوية الوحيدة التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين هس المتواجدة في حي القرية، التي تعرف استحواذا كليا لجل أرصفة الحي من طرف عشرات السيارات التي يقوم فيها الباعة الفوضويون بعرض مختلف السلع من خضر وفواكه، بأسعار معقولة حسب شهادات بعض المواطنين. وفيما يخص النظافة، أحد مرتادي هذا السوق «أنا أقتني كل ما يلزمني من الخضر والفواكه لمدة 10 سنوات من هذه السوق، ولم اشتك يوما من أي مرض أو تسمم كان». وعن بعد هذه السوق عن الأحياء الأخرى للدار البيضاء، قال أحد المواطنين «أنا من حي كريم بلقاسم وأتكبد عناء التنقل إلى هذه السوق يوميا لشراء المستلزمات»، ورغم بعدها الكبير وانعدام خطوط النقل الرابطة بين هذه الأحياء، أكد بعض المواطنين أنهم سلموا بهذا الوضع كون وجود سوق واحدة حتى وإن كانت فوضوية فهو خير من لا شيء. وقد صرحوا للبلاد بأنهم فقدوا الأمل في هذا المير الذي اتهموه بخدمة مصالحه الشخصية على حساب المصلحة العامة، مشيرين إلى تفاؤلهم بالمحليات القادمة التي ستسفر عن أحزاب جديدة تريد خدمة المواطن حسبهم. وقد تقربنا من بعض الباعة قصد إعطائنا مزيدا من التفاصيل، فأكدوا أن السوق قديمة لا ينقصها إلا الاعتراف بها من طرف السلطات وترسيمها، كونها تفوق 16 سنة من وجودها، ورغم محاولة البلدية مرارا وتكرارا إزالتها، إلا أنه كما قال أحد المواطنين لا تزال قائمة، فالباعة سرعان ما يعودون إلى مزاولة نشاطهم، والمواطنون مازالوا يقصدونها لكونها الوحيدا على مستوى البلدية. كما أن السلطات حسب قول أحد المواطنين اكتفت بإزعاج هؤلاء الباعة، لتجنب إزعاجها من طرف المواطنين، للمطالبة بسوق جوارية. وأفادنا بعض المواطنين بأن هناك سوقين أخريين بالدارالبيضاء، الأولى في وسط المدينة، لكن كما قال احد المواطنين هي شبه مهجورة لبعدها وقلة السلع المعروضة فيها، زيادة على ارتفاع أسعارها. أما الثانية فهي سوق مغطاة بحي «الكونور»، عرفها المواطنون مغلقة منذ بنائها ويرجع هؤلاء سبب بقائها مغلقة إلى عدة أسباب منها أن البلدية باعت محلاتها إلى أشخاص كثيرين، مما خلق العديد من المشاكل الإدارية بينهم، ومنهم من قال إن السوق لم تفتح أبوابها لوقوعها أمام إحدى الثكنات العسكرية، لهذا بقيت هذه السوق معلقة بين مئات الأوراق الإدارية، وبقية السوق الفوضوية بالقرية القبلة الوحيدة للسكان في ظل غياب البديل.