14 سنة من المعاناة والانتظار عائلة قسنطينية متكونة من ستة أفراد تبيتفي «الحمامات» يبدو أن معاناة مفتقدي السكن بمدينة الصخر العتيق متعددة، حيث تكابد العديد من العائلات الأزمة وتتجرع مرارتها كل حسب حاجته فمنهم من يسكن ببيت قصديري يأمل الترحيل في أي لحظة ومنهم من يترصده خطر الانزلاق في كل ثانية ومنهم من أودع ملف الاستفادة من بيت يقيه الحر وذل المعاناة ليشيب رأسه وحلمه لم يرى النور. أب عائلة يدفع 14 سنة من عمره ضريبة انتظار الحصول على سكن اجتماعي هذا هو حال عائلة متكونة من ستة أفراد بحي الأمير عبد القادر والتي صرح ربها بأن تاريخ إيداعه ملف الطلب للاستفادة من السكن الاجتماعي كان منذ سنة 1998، حيث كان أمله ينصب على تكوين أسرة وتربية أبنائه في جو مريح وهذا عندما كان يبلغ من العمر 28 سنة ليغمض جفنا ويفتح آخر فيجد نفسه قد تجاوز مرحلة الشباب ودخل الكهولة بعد أن أصبح يبلغ من العمر 40 سنة، حيث قضى مدة 14 سنة وهو يتنقل مستأجرا من غرفة لأخرى كانت أخرها التي طرد منها بقرار من المحضر القضائي ليهان رفقة عائلته التي وجدت نفسها دون مأوى، الأمر الذي أدت تبعاته إلى تشتت الأسرة بعد أن لجأت زوجته لأهلها ولم يجد ذات المصرح لنفسه حلا غير المبيت في الحمامات.. بعد أن قسم الأثاث وتناثرت معالم الأسرة الواحدة. ابنته في عمر الزهور تصاب بالروماتيزم صرح رب الأسرة بأن ابنته التي تبلغ من العمر 15 سنة قد أصيبت بداء الروماتيزم بعد أن عانت من الرطوبة وذاقت من البرودة ما قضى على صحتها بينما أصيب باقي الأبناء بالحساسية. وأكد أنه قام برفع العديد من الشكاوى للجهات المسؤولة بغية النظر الجدي في وضعيتهم، خاصة وأن رب الأسرة المقهور لم يجد سوى أربعة جدران دون سقف كمأوى للم الشمل، تنعدم فيه أدنى شروط الحياة الكريمة فلا ماء ولا كهرباء ولا حتى دورة مياه لقضاء الحاجة إلا أن النداءات الكثيرة لم تتلق أي رد أو آذان صاغية. مصالح الحماية المدنية تصدر أمرا بإخلاء المأوى وأكد رب العائلة أن مصالح الحماية المدنية وبتاريخ 14 فيفري 2012 أصدرت أمرا بإخلاء المكان الذي يعرض حياة العائلة إلى الخطر في أي لحظة إضافة إلى عدم المغامرة بالمبيت، خاصة في ظل الظروف المناخية الممطرة بعد أن سقط سقف الغرفة التي لم يبق منها تقريبا سوى جدرانها. وتبقى العائلة مشردة دون مأوى في ظل قلة الجهد وتدهور حالة الأبناء الذين خيروا بين ديار الرحمة ومراكز الطفولة المسعفة بيت لهم، في حين يبقى ملف الاستفادة من السكن الاجتماعي الذي طرح قبل 14 سنة من اليوم في أدراج النسيان. سكان منطقة «تافرانت» بطريق جبل الوحش يستغيثون لا يزال مشكل تهيئة مختلف الأحياء بولاية قسنطينة يصنع الحدث في الآونة الأخيرة، نظرا للإهمال الكبير الذي تعرفه هذه النقطة بالذات في كل مرة تقام بها مشاريع بعاصمة الشرق الجزائري، ولعل من أبرز المناطق التي لم يُلتفت لها منذ مدة طويلة من السلطات المعنية نجد حي «تافرانت» بطريق جبل الوحش، الذي يعاني من عزلة كبيرة لدرجة أن العديد من سكان قسنطينة لا يعلمون حتى أين يقع هذا الحي. أما إذا ألقيت نظرة متمعنة فتجد نفسك كأنك في إحدى الأرياف التي تبعد مِئات الكيلومترات عن الولاية على الرغم أنك على مسافة قصيرة من وسط المدينة كما أن الحي يعد من الأحياء العريقة بالولاية، الأمر الذي أدى بسكان الحي للاستغاثة بمعية رئيس لجنة الحي، من أجل رفع انشغالاتهم وإسماع أصواتهم للسلطات المحلية بغية أن تحظى هذه المنطقة بتهيئة الطريق المؤدي إلى الحي لأنه يعتبر المشكل الأساسي لأنه لم يلق أي أعمال تهيئة منذ مدة طويلة ما أدى إلى تدهور حالته بشكل كبير، الأمر الذي كان لا بد له أن يدخل المنطقة في دوامة العزلة التي لم تتمكن من الخروج منها إلى حد الساعة في ظل عدم توفر النقل بأنواعه سواء حافلات أو سيارات أجرة، بالإضافة إلى المسالك المتواجدة داخل الحي التي لم تهيئ مطلقا ما جعلها مليئة بالأوحال خاصة في فصل الشتاء، وما زاد من تأزم الوضع هو انعدام الإنارة العمومية بشكل كلي ما جعل الحي لا يظهر على خريطة قسنطينة ليلا، ناهيك عن صعوبة الحركة داخله بسبب الظلام الدامس. مع العلم أن عدد ساكني الحي يفوق ال 3000 نسمة. كما أن مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب يعد من بين المنغصات الأخرى التي أثقلت كاهل السكان، حيث عمدت المصالح المعنية إلى تهيئة الشبكة منذ سنتين، إلا أن هذه الشبكة لم تأت بالماء منذ ذلك الوقت، ما دفع السكان إلى رفع عدة شكاوى إلى جميع المسؤولين فيما يخص هذه النقطة إلا أن الرد لم يأت ليومنا هذا. كما أن المدرسة الابتدائية المتواجدة بالحي غير المزودة بالغاز الطبيعي نتيجة مشكل عالق بين البلدية وسونلغاز، الأمر الذي دفع بالتلاميذ إلى تحمل البرد القارص في عز فصل الشتاء. المريض يدفع ثمن التسيب وإهمال الأطباء مستشفى أحمد عروة بزيغود يوسف يفتقد للأطباء المناوبين أبدى الكثير من رواد مستشفى أحمد عروة ببلدية زيغود يوسف من المرضى تذمرهم إزاء التغيب الكثير والمتكرر للأطباء المناوبين، كالتغيب المستمر لطبيب التخدير والإنعاش على مستوى قسم الجراحة، لا سيما وأن القسم لا يتوفر إلا على طبيب واحد مختص في هذا المجال، وهو الأمر الذي كثيرا ما عرقل مهام الأطباء الجراحين في إجراء العمليات الجراحية في آجالها المحددة مما خلق حالة من الغليان والفوضى بسبب التأجيلات المتكررة في مواعيد القيام بالعمليات الجراحية وكذا بالنسبة للحالات الطارئة ليدفع بذلك المواطنون ضريبة باهظة من دون أن تحرك إدارة المستشفى ساكنا لحل هذه الأزمة التي لا تنفك إلا وتزداد تعقيدا يوما بعد الآخر. وقد سجل قسم التحاليل الطبية عجزا واضحا في توفر بعض المواد الطبية الضرورية كعدم توفر المواد الكاشفة ما عرقل عملية إجراء التحاليل الطبية، فضلا عن ارتفاع معدل تحويل المرضى من قسم الاستعجالات الطبية نحو المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، الذي يبعد عن المنطقة أكثر من 25 كلم، وهذا من أجل تلقي الإسعافات الأولية، خلال الفترة الأخيرة. مع العلم أن المستشفى الجامعي يتخبط بدوره في العديد من المشاكل على غرار الاكتظاظ وانعدام النظافة بشكل كبير، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على أرواح المواطنين، مما أسفر عن تردي التغطية الصحية على مستوى المستشفى «أحمد عروة» الذي شهد نقلة نوعية، خلال السنوات القليلة الماضية، على مستوى عدة أصعدة سواء كان ذلك على الصعيد المادي أو البشري، حيث عملت إدارة المستشفى على تدعيمه بجملة من التجهيزات الطبية الحديثة وكذا دعم الفريق الطبي المتكون من قرابة 20 طبيبا بعدد معتبر من الأطباء المختصين، غير أن واقع تدني الخدمات الصحية بهذه المؤسسة الاستشفائية أصبح حقيقة مرّة يتجرعها مواطنون أبرياء همّهم الوحيد طلب الرعاية الصحية لا أكثر، وكذا التحلي بأخلاق هذه المهنة الشريفة والالتزام بالمناوبات الليلية من أجل الحفاظ على حياتهم. مست أقدم الأحياء «السويقة، ططاش بلقاسم وسوق العصر» افتتاح الجلسة الأولىمن عملية القرعة لترحيل السكان أشرف الأسبوع المنصرم رئيس دائرة قسنطينة على افتتاح الجلسة الأولى من عملية القرعة رفقة ممثل ديوان الترقية والتسيير العقاري السيد «رامول» وممثل لجان الأحياء، بالاتفاق مع رزنامة الأحياء التي ستجرى فيها عملية القرعة، بالتنسيق مع لجان الأحياء التي تمثل العائلات التي تسكن بالمدينة القديمة، حيث إنها انطلقت بأقدم الأحياء، على غرار حي السويقة، سوق العصر، ططاش بلقاسم، وقد عرفت عملية القرعة الخاصة بهذه الأحياء، بالمركز الثقافي ابن باديس، أجواء من الفوضى والمشاحنات بين قاطني الأحياء ورؤساء اللجان، وبين مكتب الدراسات «لاسو» وهذا بسبب رزنامة وترتيب الأحياء المستفيدة التي انطلقت من سوق العصر والسويقة. وتم استكمال كل الملفات برنامج تحديث المدينة القديمة من المقصين من الأحياء، كحي رومانيا، مانديلا، باردو، جنان التينة . تجدر الإشارة، أنه سيتم استكمال باقي الأحياء خلال هذا الأسبوع، ثم تليها قرعة مناطق الانزلاق والتي تتضمن 26 عائلة التي انهارت سكناتها بحي الثوار، وأنه سيتم ترحيل كل العائلات التي منحت لها استدعاءات واستفادت من سكنات بثلاث غرف وأنهم سيجمعون في وحدة جوارية واحدة بالمدينةالجديدة علي منجلي. المقبرة المركزية أصبحت فضاء للمنحرفين والمتسولين الكل يعلم حقيقة العلم بأن للمقابر في الشريعة الإسلامية هيبة، وحرمة وحرمتها أيما حرمة، باعتبارها بيوتا للأموات، وفرض الإسلام على داخليها من المسلمين آدابا من بينها السلام على أهل القبور عند الدخول وشدد على احترامها، لكن ما نراه اليوم في البعض منها من انتهاك لحرمتها وذلك بانتشار بقايا السجائر وقارورات الخمر الفارغة، حيث إنها أضحت تجد متسعا لإيواء السكارى ومتعاطي المخدرات والمتسولين وحتى اللصوص، وكذا مكانا للتخلص من كل أنواع النفايات والفضلات خاصة قارورات الخمر التي ترمى بجانب القبور، من غير استحياء ولا احترام لحرمتها، وحتى المشاجرات التي تحصل كثيرا بين المتسولين والسكارى، وتعالي الأصوات في كثير من الأحيان بالكلام الفاحش والبذيء داخل حرم المقبرة، كل هذه الأفعال تكون على مسامع الأموات، وعوض الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، أصبحت تصلهم شتائم السكارى ولم يتوقف الأمر عند هذا بل تعدد إلى حالات الاعتداء والسرقة، حيث إنه يتسرب مجموعة من الشبان والمراهقين المنحرفين من الجهة المتاخمة لحي المنشار والنجمة من الشطر المنهار من الجدار الذي يحيط بالمقبرة المركزية، والذين يختارون ضحاياهم خاصة من الجنس اللطيف، والذين يتظاهرون ببيع صفائح المياه البلاستيكية من أجل مسح القبور، وهذا بعد أن تعرضت سيدة إلى الاعتداء من طرف مجموعة من المنحرفين وهذا عندما كانت تقوم بزيارة أحد أقاربها، ولأنها كانت بمفردها حاول أحد اللصوص سرقة حقيبتها وقام بتهديدها بالسلاح الأبيض، وهذا في ظل غياب الرقابة والأمن داخل المدافن، على غرار المقبرة المركزية المتواجدة بوسط مدينة قسنطينة التي يستحيل زيارتها أوقات الظهيرة وهكذا تبقى المقابر في حالة ضياع تام دون أمن أو رقابة للأموات وهذا ما يكاد يخرجهم عن صمتهم عن ما يحصل داخل المقابر، وفيما يبقى الكثير يدّعي حرصه على بقاء الأمان وتوفير الراحة لزائري المقابر والحفاظ على كرامة الأموات.